اللعب في الدماغ - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الخميس 19 ديسمبر 2024 12:58 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللعب في الدماغ

نشر فى : الخميس 9 أبريل 2009 - 3:52 م | آخر تحديث : الخميس 9 أبريل 2009 - 3:53 م

 زمان قبل عصر الدش كانت مصر بعيدة عن البدعة المسماه –أستغفر الله العظيم- تعدد الآراء..كنا كلنا بناخد أخبارنا من نشرة 9 ( شلة قارئي نشرة مرعبين كنا بنستخبى منهم تحت السرير) .. نقرا الأهرام أو الأخبار أو الجمهورية مش هتفرق كلهم نسخ بالكربون من بعض (رغم إن ست البيت كانت تفضل الأهرام لأنها مابتسيبش حبر على السندوتشات) ..

كلنا بنتفرج على مسلسل الساعة 7 اللي دايما بييجي 8 و ربع و بنقلب القناة لما يذيعوا تقرير عن مجلس الشعب للقناة التانية اللي بتذيع (الجريء و الجميلة) (حاجة تطري القاعدة بلا مجلس شعب بلا بتاع) ..البرامج الدينية بتنحصر في "حديث الروح"( 5 دقايق قبل نشرة 9 رغم كده ماحدش أبدا عنده المقدرة إنه يكملهم على بعض) ..أما عن برامج الأطفال صحيح معظمها كاد أن يتسبب في إصابة أجيال متوالية بمتلازمة البله المغولي لكن يكفي إننا كنا أطفال وبنتفرج على برامج أطفال (زي ماهم في فيلم الأرض كانوا رجالة و بيقفوا وقفة رجالة) ..

كنا كلنا زي بعض..بنشوف و بنقرا نفس الحاجات فبالتالي كان فيه حاجة إسمها رأي عام واحد(غالبا موجه عن طريق الجهاز الإعلامي الحكومي)..

لكن دلوقتي في عصر السماوات المفتوحة و حرية الصحافة بقى فيه حاجة إسمها إتجاهات و آراء. . و ماعادش فيه سياسة دولة ..دلوقتي بقى فيه سياسة جريدة و سياسة قناة ..و في حين إن المفروض يكون تعدد الآراء ده شيء صحي ومفيد على أساس إننا نشوف الحقيقة بكل جوانبها و نقرر في الآخر نصدق إيه ..

لكن اللي بيحصل دلوقت إن الرأي العام المصري بقى بيتغير كل نص ساعة بالتوافق مع مواعيد إذاعة برامج "التوك شو" المختلفة ...تتفرج على البيت بيتك ..تبقى "مع" ..تتفرج على القاهرة اليوم تبقى "ضد"..و بتغير نظرتك للدنيا و فلسفتك في الحياة مع تغيير الجرنال اللي بتقرا فيه الصبح..مع الأهرام هتحس إن الدنيا بمبي بمبي بمبي..و مع الدستور تسود في وشك و تقوم تولع في المدام و الأولاد ..تسودك روح التسامح و التآخي مع كل راقصات و مطربي الملاهي الليلية إذا شاهدت البرامج الدينية على دريم ..و لو أخدت على صدرك كل اللي بيتقال في قناة الناس قد تشعر أن كل فرد في المجتمع هو أبولهب و محجوزله فرن في جهنم 5 شعلات ..

فأصبح كل 10 أشخاص ليهم رأي غير مبني على أي أسس حقيقية اللهم إلا القناة اللي بيشوفوها و الجرنال اللي بيقروه و اللي غالبا بتكون أحكامهم يا أبيض يا أسود ..مافيش ألوان..أحكام بتصدر على قضايا سياسية و جنائية و اجتماعية و دينية و حتى رياضية بتتسبب كل يوم في خناقات و فتن و صراعات و شروخ بتزيد كل يوم في جدار المجتمع الله أعلم بشكل عشوائي والا مخطط لها من قبل جهات محددة ..صحيح زمان كنا موجهين بسبب الإعلام الحكومي ..لكن للأسف الوضع دلوقتي مابقاش أحسن من زمان..فقط إختلفت الإيد اللي بتلعب في دماغنا و توجهنا من إيد الحكومة لأيادي تانية كتير..نسبة كبيرة منهم ما يهمهاش إيه الحقيقة و إيه الصح و إيه الغلط..قد ما يهمهم نسبة المشاهدة و نسبة المبيعات ..هل هي لعبة الإعلام في كل زمان و مكان ..و الا احنا اللي سامحين بكده لأننا بلا وعي و بلا ثقافة و مستعدين دايما نسمع للصوت العالي و بس مش شرط يكون صوت مقنع ولا على حق ولا يقين ؟

التعليقات