«احذروا المرأة التى تتحدث عن الشرف كثيرا»
مثل عبقرى لا ينطبق على مثل هذه النوعية من النساء ولكنه ينطبق على نماذج أشخاص كثيرين فى حياتنا.
ينطبق على الوزير أو المسئول الذى لا يتوقف عن إطلاق التصريحات الوردية والانجازات المتتالية فى وزارته أو هيئته.
ينطبق على المدرب الكروى الذى يخدع الجماهير ويخدرها بمعسول الكلام ثم يفاجئنا بأنه ينهزم بالثلاثة والأربعة، ويصيب شعبا كاملا بالإحباط.
ينطبق على النائب الذى يفترض أنه يمثل الشعب بأكمله ويطنطن بكل مصطلحات الوطنية والشعبوية، وتحسبه معارضا صلدا وأسدا هصورا، لكن عندما يجد الجد يفاجئك بأنه ليس أكثر من متلقى تعليمات، لكن وظيفته فيمن شغله هى أن يكون معارضا.
ينطبق المثل على حقوقى بارز يدعى طوال الوقت أن حياته مكرسة فقط من أجل حقوق الإنسان، وأن النوم يجافى عيونه، والسهر يؤرقه، حتى يتوقف التعذيب، وتشرق شمس الحريات ويزداد سطوع الشفافية، ثم تكتشف أن كل دوره فى الحياة فى الحصول على التمويل باليورو والدولار وحتى الجلدر الهولندى، وبتنسيق كامل مع جميع أجهزة الحكومة.
ينطبق المثل على اقتصادى يقول كثيرون عنه أنه مرموق.. احترف التنقل من الاشتراكية اللينينية إلى شقيقتها الصينية وصولا إلى رأسمالية آدم سميث ومارجريت تاتشر قبل أن يستقر به الحال منظرا لرأسمالية عاطف عبيد وفنون خصخصته ومصمصته الاقتصاد الوطنى حتى آخر شركة قطاع عام.
ينطبق المثل على سينمائى كبير يعتقد أنه طليعى وتقدمى ومختلف، وأن الدنيا ظلمته لأنه ولد فى مصر وليس فى هوليوود، وعندما تحلل أفلامه، تكتشف مدى سطحيتها.
ينطبق المثل على ناقد، يزعم أنه الأفضل والأحسن، لكنه للأسف أهدر موهبته، لأنه أصبح متخصصا فى كيل المديح لمعارفه وأصدقائه فقط، أما الآخرون فغير مبدعين حتى يدخلوا شلته.
ينطبق المثل على صحفيين كثيرين للأسف يملئون الدنيا ضجيجا وصراخا بشأن المهنية، وما حدث لها من انتهاك.. ولسوء الحظ تجدهم أول المنتهكين.. خدعوا القراء لسنوات طويلة، ولايزالون لكن من حسن الحظ أن حبل الكذب قصير وأنه فى نهاية الأمر عليك أن تختار فى أى معسكر تقف.. وتلك هى المعضلة التى تواجه اللاعبين على كل الحبال فى نهاية الأمر.