العالم صامت وضميره منعدم وهنا أقصد عالم الكبار والمؤسسات الدولية فها هو الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى لم يحل منذ 70 عاما يهدأ بعض الوقت ويعود العنف وتعود الاغتيالات للأبرياء والأطفال ففى أقل من شهرين قوات الاحتلال تغتال 118 فلسطينيا وآلافا من الجرحى، هؤلاء كانوا يتظاهرون بسلمية طالبين بحقهم فى العودة.
إسرائيل دائما تجيب أن عنفها هو رد على العنف الفلسطينى رغم أنه العكس تماما فالجيش الإسرائيلى يستعمل الذخيرة الحية والمدافع والقناصة والطائرات والدرونز التى تلقى القنابل داخل الأرضى الفلسطينية وغيرها من أبشع الصور التى نراها كل يوم وتبثها المحطات العالمية.
إسرائيل ترى نفسها نجمة المنطقة مدعية بأنها واحة الديموقراطية واقتصادها منتعش ومتقدمة تكنولوجيا ولكنها تخنق اقتصاديا غزة والضفة الغربية وتمنع زيارة العائلات الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية وبعد ذلك ضد القانون الدولى واتفاقيات اوسلو.
تقول إسرائيل انها تحررت من غزة وذلك ليس حقيقيا فهى تسيطر على الحدود والمعابر والسماوات ومياه البحر حول غزة، الصيادون ممنوعون من أن يدخوا فى أعماق البحر ليصطادوا وبسبب الحصار 50% من الغزاوية فى بطالة ولا يعملون والفلاحون لا يستطيعون بيع منتجاتهم، ناهيك عن مصادر مياه الشرب والكهرباء المـُدَمرَة وغيرها بالإضافة إلى عدم السماح للطعام أن يمر ليصل غزة.
ليست غزة وحدها تحت نير الظلم كذلك أراضى الضفة الغربية، فالمستعمرات الإسرائيلية فى توسع دائم ونقاط التفتيش كثيرة كمثال لذلك الذهاب من بيت لحم إلى القدس وهى عدة كيلومترات معدودة غير مسموح به لأغلب الفلسطينيين. المقاومة الفلسطينية المتمثلة فى «مسيرة العودة» تنم عن شجاعة وإصرار هذا الشعب وينال احترام بعض الدول مثل جنوب إفريفيا التى استدعت سفيرها فى إسرائيل وكذلك بعض الكتاب والصحفيين الإسرائيليين ذاتهم الذين ينطقون بالحق ورافضون لأسلوب الحكومة والجيش الإسرائيلى فى التعامل مع الفلسطينيين وكما وصف أحد الصحفيين المعروفين جيدون ليفى إذ يقول «الحقيقة أن إسرائيل دائما مستعدة لاغتيال المئات وطرد الآلاف ولا شىء سيوقف ذلك، فهذه نهاية الضمير والاخلاق، والمؤامرة المشتركة بين السياسيين والإعلاميين كبيرة لغسل مخ الشعب الإسرائيلى وشيطنة الفلسطينيين».
لنثمن شجاعة الشعب الفلسطينى ونقول لضمير العالم استيقظ من ثباتك العميق ورضائك عن ما يتم من ظلم هو دم على يديك.