رمضان كريم - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 8:55 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رمضان كريم

نشر فى : الإثنين 9 أغسطس 2010 - 11:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 أغسطس 2010 - 11:40 ص
نستقبل الشهر الكريم خلال ساعات مقبلة. تصفو النفس وتشف الروح ويتنسم الإنسان عطر أيام تعلو فيها قيم الخير والبر والإنسانية والعطاء. يتهيأ كل منا لمد يده بكل ما يمكنه أن يعطى لمن حوله فهذه هى السمة الفريدة التى يتميز بها الشهر الكريم عن باقى الشهور والأيام. فهل بالفعل نحن نمنح كل ما نستطيع أن نمنح لكل من بالفعل يستحق؟
سؤال بالغ الأهمية أعتقد أن الإجابة عليه تحتاج لقدر من جهاد النفس يعادل ما نبذله فى فريضة الصوم من مشقة. وأرى أن الإجابة الصحيحة قد ترفع قدر الصائم درجات وتدعم صحة وحسن نواياه فى أداء الفريضة.

يبدأ رمضان ومعه تبدأ الهجمة الشرسة التتارية من مسلسلات التليفزيون وبرامجه الترفيهية تتخللها فقرات متكررة من القهر النفسى تستخدم كل الصور المؤثرة التى تدعو الناس للتبرع لجمعيات بعينها أو مؤسسات طبية ترعى غالبا مرضى السرطان، الأمر الذى يدفع بجرعة يومية من الاكتئاب سامة فى شرايين كل المشاهدين تدفعهم للتبرع بكل إمكاناتهم لأصحاب تلك الإعلانات، بالطبع يذهب قدر منها لوسائل الإعلام التى تتحين تلك الفرصة لتلقى نصيبها من الكعكة. يتصور الصائم أنه أدى واجبه كاملا فصام رمضان وذهبت زكاته وصدقاته إلى ما دعا إليه ربه بأسهل طريقة، إذ دله على المستحق أهل الخير أو أهل الإعلان!
انتابتنى تلك الخواطر بإلحاح وأنا ككل المسلمين أتهيأ للقاء الشهر الكريم وألحت بصورة أكبر وأنا أتابع مشاهد تلك الثورة الإنسانية التى يقودها بيل جيتس الاسم الأشهر فى عالم المال والكمبيوتر وصديقه ودارين بفت ومليونير القرن دافيد روكفلر. دعا الثلاثة لعشاء سعى إليه أربعون نجما لامعا فى سماء المال والأعمال كان شرط حضوره أن يتنازل كل منهم بلا استثناء عن نصف ثروته على الأقل لأعمال الخير تديرها مؤسسة عالمية مهمتها القضاء على أعداء الحياة الجوع والفقر والمرض.

تناولوا عشاء أنيقا بسيطا أجاب كل منهم على سؤال واحد بدأ به جيتس بعد الطبق الأول: ما هى متعة الحياة الأكبر كسب المال أم إنفاقه للدفاع عن حياة الآخرين؟ أدى بيل جيتس ورفاقه العظام فريضة الزمتهم بها الإنسانية لا الدين وكانت عيونهم على خريطة العالم بلا تمييز أو تفرقة وها هم يبحثون عن اصحاب الحاجة الحقيقية ليؤدوها إليهم.

التعليقات