حرصت دائما على متابعة ما تقدمه بعض المراكز العلمية العالمية مثل كلية طب هارفارد وجون هوبكنز ومايو كلينك من خدمة بالغة الأهمية للإنسان فى مجال الصحة فى صورة دوريات مختلفة وكتب وأفلام فيديو. الهدف الأساسى من كل تلك الأنشطة المدروسة بعناية هو دعم الإنسان بالمعرفة العلمية الصحيحة فى مواجهة الأمراض على اختلاف مسبباتها وأنواعها وتبعاتها.
يختلف بالطبع الأمر بين الدوريات العلمية المتخصصة وتلك التى يخاطب فيها المتخصصون الإنسان العادى الذى تتدرج معارفه وتختلف اهتماماته.
لا يخلو الأمر بالطبع من مطبوعات «مندسة» هدفها الأول الإعلان تحفل بعناوين مثيرة للاهتمام فى النهاية يمكن للإنسان الواعى أن يكتشفها بسهولة فهى مجرد إعلانات للترويج لمنتجات مختلفة أو أدوية لا تخلو من مخاطر أو مكملات غذائية فارغة من أى فائدة حقيقية.
لذا فأنا لا أهتم إلا بتلك المطبوعات الصادرة عن مراكز محترمة علميا معروفة أو تلك التى يحررها محررون علميون بالفعل مشهود لهم بالكفاءة والدراية: من تلك المطبوعات مجلة وقاية أو (Prevention) التى تصدر شهريا وتوجد ببعض المكتبات فى مصر، وإن كانت معروفة عالميا ولها بالفعل سمعة طيبة وصدى فى أوروبا وأمريكا يشهد لها بمصداقية علمية عالية.
خصصت دورية (Prevention) عدد هذا الشهر للحديث عن الضغوط العصبية وكيفية مواجهتها ومحاولة التخلص منها. موضوع أظنه يهم كل إنسان على الكرة الأرضية فلكل منا حواره مع نفسه ومع البيئة التى يعيش فيها وتفاصيل ووقائع الحياة التى بلاشك منها تتصاعد حدة الضغوط المختلفة التى يعانى منها الإنسان.
أهم ما توصى به مقالات الدورية المتتابعة عن الضغوط النفسية والعصبية للخلاص منها هو اعتماد الجهد البدنى والتمرينات الرياضية جزء لا يتجزأ من مهام اليوم التى يقوم بها الإنسان.
تشير الدورية إلى أن المشى أهم رياضة يمكن أن يقوم بها الإنسان العادى دون الحاجة إلى الانتساب إلى ناد رياضى أو شراء أدوات يستخدمها.
تسجل (Prevention) أن جعل المشى عادة منتظمة لمدة ثلاثين دقيقة لخمسة أيام فى الأسبوع هى الدواء الأفضل للتخلص من الضغوط النفسية فى مقابل الأدوية ومضادات الاكتئاب: توصى المجلة بأن يتبع الإنسان بعضا من الإرشادات التى تلخصها فى التالى من النقاط:
> ابدأ بالمشى عشر دقائق فقط كل يوم. عليك أن تهتم بتكرارها يوميا ولا تزيدها إلا إذا شعرت بالفعل بتغير فى أحوالك النفسية والجسدية.
المشى حركة ينجم عنها فيض من التغيرات الكيميائية فى المخ له أثر كبير على مزاج الإنسان وحالته النفسية.
< لا تتوقف ولا تخش أثر الاستمرار فإن الاستمرار يهيئ الجسم والمخ للاحتفاظ بالتغيرات التى تحدث.
< ابدأ فى زيادة وقت المشى بالتدريج فهناك دراسات علمية عديدة تشير إلى أن المشى باستمرار ولمسافات طويلة وبسرعة له أثر واضح على احتفاظ الإنسان بذاكرته.
< اجعل من المشى وقتا للبهجة فيمكنك دعوة صديق لممارسة هوايتك فى المشى على ألا يكون وقتا لتبادل الآراء أو سماع الأخبار إنما بالفعل للبهجة والتخلص من الضغوط النفسية.
< ارتدِ ملابس قطنية مريحة وحذاء مصمما للمشى وليس الجرى واختر وقتا وطريقا لا يعرضك لمخاطر الطريق أو للشمس المباشرة.
< لا تنس شرب قدر كافٍ من الماء.
إذن وكما ردد المصرى العامى: الحركة بركة.. أكد العلم صدق حدسه فوضع للمشى قواعد وأثبت فوائده.