انهيار غير مسبوق في التواصل بين أمريكا وإسرائيل - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 7:50 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انهيار غير مسبوق في التواصل بين أمريكا وإسرائيل

نشر فى : السبت 9 سبتمبر 2023 - 9:00 م | آخر تحديث : السبت 9 سبتمبر 2023 - 9:00 م
نشر موقع المونيتور مقالا للكاتب بن كسبيت، تناول فيه التدهور الذى تعانى منه علاقات التعاون بين الجانبين الإسرائيلى والأمريكى، والذى لم يحدث مثله من قبل منذ قيام دولة إسرائيل، عندما أصدر نتنياهو أوامر لوزراء حكومته بعدم مقابلة نظرائهم الأمريكيين. استشهد الكاتب بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلى، جالانت، لنيويورك وعدم تمكنه من مقابلة نظيره أو أى من المسئولين الأمريكيين الكبار. كما أوضح الكاتب فى ختام مقاله سبب صمت جالانت تجاه توجيهات نتنياهو... نعرض من المقال ما يلى:
يعانى التواصل بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن من اضطراب كبير، إذ لا يزال وزراء الحكومة الإسرائيلية ممنوعين من مقابلة نظرائهم الأمريكيين فى واشنطن. وقد عكست الزيارة التى قام بها وزير الدفاع الإسرائيلى، يوآف جالانت، إلى نيويورك قبل أسبوعين تقريبا هذا الأمر بشكل واضح. فبموجب أوامر صارمة من نتنياهو، لم يذهب جالانت إلى أى مكان خلال زيارته. كما أنه لم يلتق بوزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أو مستشار الأمن القومى جيك سوليفان أو أى من المسئولين الأمريكيين الذين يديرون التحالف الاستراتيجى بين البلدين! لكن تضمنت رحلة جالانت إلى الولايات المتحدة لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وجمع تبرعات، وزيارة شخصية لابنه الذى يعيش فى أمريكا.
جاء رد إدارة بايدن على هذا الحظر بإرسال مساعدة وزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ومنسق مجلس الأمن القومى للشرق الأوسط، بريت ماكجورك، للقاء جالانت فى نيويورك. وبحسب ما ورد، ركزت محادثاتهم على التوترات المتزايدة مع حزب الله على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتى قال جالانت إنها كانت أيضًا محور اجتماعه مع جوتيريش. لكن لم تذكر وزارة الدفاع الإسرائيلية لقاءاته فى أى من بياناتها! إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية قامت بتغطية هذه الأحداث.
• • •
أفاد مصدر أمنى إسرائيلى رفيع شريطة عدم الكشف عن هويته: «مثل هذه الأشياء لم تحدث أبدًا«، فى إشارة أيضًا إلى رفض بايدن علنًا إصدار دعوة من البيت الأبيض لنتنياهو خلال الأشهر الثمانية التى تلت توليه منصبه. وأضاف: «لا يمكننا أن نتذكر أمرا أصدره رئيس وزراء إسرائيلى بعدم عقد أى من كبار مسئوليه اجتماعات عمل مع نظرائه الأمريكيين فى واشنطن طالما أنه لم تتم دعوته هناك».
الاستثناء الوحيد لهذا الحظر هو وزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو أحد المقربين من نتنياهو والذى يعمل كمبعوث شخصى لرئيس الوزراء ولديه تفويض مطلق للقاء أى شخص يريده فى العاصمة الأمريكية. كما يتم تكليف ديرمر، وأحيانا مستشار الأمن القومى تساحى هنغبى، بمهمة الاتصالات الإسرائيلية بوساطة أمريكية بشأن تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
• • •
الاتصالات بين مؤسسات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية تعد منصات للتعامل مع عدد لا يحصى من القضايا، بدءا من تنسيق العمليات والمشتريات الدفاعية والتعاون الاستخباراتى وغير ذلك، إلى حل القضايا الشائكة والمسائل السياسية على مستوى وزيرى دفاع البلدين، اللذين يساعدان فى كثير من الأحيان فى تجاوز الروتين البيروقراطى.
إذن، الأمر ليس كذلك هذا العام، ولكن ينتظر الجانبان الحدث الرئيسى الذى طال انتظاره وهو اجتماع بين بايدن ونتنياهو لتمهيد الطريق لاستئناف العلاقات المنتظمة. وقد وافق بايدن على مضض على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى، ربما ما بين 17 و21 سبتمبر الحالى، حيث تأمل إسرائيل فى عقد اجتماع فى البيت الأبيض، لكن تم ذكر اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك كمكان محتمل.
عندما سُئل وزير الدفاع الإسرائيلى السابق، بينى جانتس، على القناة 13 الإخبارية عن زيارة جالانت للولايات المتحدة وغياب اجتماعات رسمية رفيعة المستوى فى واشنطن قال جانتس: «لم أكن لأسمح بحدوث ذلك. كنت سأُصر».
تحدث جانتس عن اهتمامه البالغ ــ عندما كان وزيرا ــ بحل القضايا المتعلقة بالتفوق النوعى لإسرائيل على دول الخليج، ردا على تقارير تفيد بأن واشنطن تعتزم بيع مقاتلات Fــ35 للإمارات العربية المتحدة كجزء من اتفاقيات أبراهام فى عام 2020. قال جانتس: «سافرت إلى واشنطن وفعلت ما كان على فعله، دون أن أطلب من أحد». و أضاف: «ومع ذلك، أثق فى أن جالانت سيفعل ما هو الأفضل لإسرائيل».
• • •
تعتبر إدارة بايدن جالانت أحد القلائل فى حكومة نتنياهو المتطرفة الذى يمكن التحدث معه. وكاد نتنياهو أن يطرده فى مارس الماضى عندما حذر من أن الإصلاح القضائى الذى تقوده الحكومة يشكل تهديدا لأمن إسرائيل، ولم يتراجع نتنياهو عن قراره إلا تحت ضغط شعبى قوى، ومن اتجاه واشنطن أيضا.
لكن لماذا لا ينسحب جالانت فى ظل توجيهات نتنياهو التى تحد من حريته فى العمل؟ وزير الدفاع نفسه قال مؤخرا إنه يفضل محاولة تحقيق استقرار النظام من الداخل بدلا من التنحى. ويبدو أنه لا يثق فى هوية الوزير الذى قد يعينه نتنياهو ليحل محله. وقال أحد مساعدى وزير الدفاع: «نتنياهو ليس فى وضع عقلانى. إنه قادر على إجراء تعيينات سخيفة فى وزارة الدفاع أيضًا. من الأفضل لجالانت أن يبقى فى الداخل ويمارس نفوذه بدلا من طرده».
ومع ذلك، الأوقات الصعبة تنتظر جالانت بمجرد عودة الكنيست من عطلته البرلمانية واستئناف أجندته التشريعية فى منتصف أكتوبر بعد الأعياد اليهودية. إذ هناك مشروعان قانون مثيران للجدل فى طور الإعداد هما إعفاء دائم من التجنيد للشباب الأرثوذكسى المتطرف، والثانى مشروع قانون يساوى بين وضع طلاب المدارس الدينية ووضع المقاتلين العسكريين.
كلاهما يعنى نهاية للمفهوم الأساسى المتمثل فى «جيش الشعب» الإسرائيلى ويولدان معارضة واسعة حتى داخل حزب الليكود الذى يتزعمه نتنياهو، ومن غير المتوقع أن يدعمهما جالانت، على الأقل ليس فى إصداراتها الحالية.
جوهر القول، فشل زيارة وزير الدفاع للولايات المتحدة سوف يكون ضئيلا مقارنة بهذه التطورات الداخلية، فضلا عن تصاعد الإرهاب الفلسطينى ضد الإسرائيليين، وتصاعد التوترات مع حزب الله والسباق النووى فى إيران.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف
النص الأصلى:

التعليقات