مضخة الإنسولين! - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 1:44 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مضخة الإنسولين!

نشر فى : السبت 9 نوفمبر 2013 - 8:25 ص | آخر تحديث : السبت 9 نوفمبر 2013 - 8:25 ص

يعد شهر نوفمبر لدى هيئات عالمية عديدة معنية بالشأن الصحى فى العالم شهر التعريف بمرض السكرى. على امتداده تقام فاعليات كثيرة، الهدف منها التعريف بالمرض بنوعيه الأول والثانى خاصة بعد انتشاره بصورة تهدد صحة وسلامة الإنسان فى كل مكان فى العالم بلا استثناء.

تعد مضخة الإنسولين أحدث أساليب العلم فى مقاومة وعلاج السكرى خاصة لدى مرضى النوع الأول. فى النوع الأول من مرض السكر الذى يعد أحد أمراض المناعة الذاتية التى يتحول فيها جهاز الإنسان المناعى لعدوه الأول فيعمد إلى مهاجمته بدلا من الدفاع عنه. يدمر جهاز المناعة الخلايا المسئولة عن إفراز هورمون الإنسولين الذى ينظم عملية دخول سكر الجلوكوز إلى خلايا الأنسجة التى تستخدمها فى توليد ما تحتاجه من طاقة أو بقائه فى الدمر حرا.

مضخة الإنسولين فكرة علمية تم تنفيذها فى كندا بعد تجارب عديدة تبنتها إحدى الشركات العملاقة التى تعمل فى مجال إنتاج الأجهزة الطبية. تعمل وفقا لبرنامج كمبيوتر مع قطب حساس يمكنه تحديد كمية الإنسولين التى يحتاجها المريض فتقوم المضخة بضخها للدم مباشرة. الأمر الذى يمنح المريض حرية الحركة ولا يلزمه بقياس نسبة السكر فى الدم مرات متعددة فى اليوم الواحد.

بدأ بالفعل استخدام مضخة الإنسولين فى كندا فى خطوات حذره يتبناها نظام التأمين الصحى الشامل الذى توفره الحكومة لمواطنيها. ارتفاع تكلفة مضخة الإنسولين التى تتعدى السبعة آلاف دولار مضافا إليها ألف ومائتا دولار مصروفات ثانوية سنويا ووجوب اشتراطات صحية تبرر ضرورة استخدامها لدى مريض دون الآخر تجعل الخيار فى استخدامها ومتابعة عملها راجعا للفريق الطبى المعالج دون غيره.

حديثى اليوم عن مضخة الإنسولين لا يعود فقط للمشاركة فى فاعليات التعريف بمرض السكرى إنما لأننى تابعت فى الأسابيع الماضية إعلانات مدفوعة الأجر فى الصحف عن توافر مضخة الإنسولين فى مصر. الإعلان يضم إلى جانب المضخة صورا لثلاث من فضليات أساتذة طب الأطفال والغدد والسكر بطب قصر العينى كل منهن تشرح أهمية المضخة من وجهة نظرها.

الإعلان عن الأدوية والأجهزة الطبية وكل ما يمس صحة الإنسان فى كل بلاد العالم بلا استثناء يخضع لمعايير قاسية شفافة تضعها جهات محددة معنية بالأمر ويلتزم بها المعلنون. هل يحدث ذلك فى مصر؟

هل يأتى هذا الأمر على رأس قائمة اهتمامات نقابة الأطباء فى المرحلة القادمة فهو بلا شك أجدى من أدوار أخرى لا علاقة لها بأحوال الطب والأطباء؟ الله أعلى وأعلم.

التعليقات