انتخابات رئاسية جديدة فى مرحلة هامة من تاريخ مصر تجسد بداية لعهد جديد فى حكاية وطن قوى وشامخ وأبى، وكفاح وتعب شعب يقف خلف بلده فى كل الأزمات قادر على تحدى الصعاب، هدف واحد أمامه هو حماية مصر والحفاظ على الوطن ومقدراته. واستكمال مسيرتها نحو الانطلاق للجمهورية الجديدة، اليوم تبدأ الانتخابات الرئاسية لاختيار مرشح لرئاسة الجمهورية وأى انتخابات يبدأ الدم يجرى من جديد فى عروق كل مصرى ومصرية الذين يتطلعون لمصر جديدة يكون فيها «الإنسان المصرى» مركز الحكم ومحوره واهتمام الحكام والحكومة والأحزاب والتيارات السياسية المختلفة وفى ظل تنامى حجم وعمق التحديات التى تواجه الدولة يتعاظم التفاف المصريين حول عَلَمهم ومن يرفع عَلَمهم تجسيدا لوحدتهم شعبا وأرضا وقيادة وقد برهن الرئيس فى عدة مواقف أبرزها 30 يونيو على حمايته للجماهير وأن حبه وولاءه للشعب المصرى. أما الأحزاب والتيارات السياسية فهى شبه معطلة على أرض الواقع وبين الناس.
لقد قرأنا وسمعنا عن مشاريع عملاقة تنتظر البلاد لنقلها نقلة اقتصادية كبيرة إلا أننا نرى أن مصر تحتاج إلى مشروع أكبر وهو مشروع «الإنسان المصرى» فلا يخفى على أحد أن الإنسان المصرى أصبح فى حالة صعبة من الجهل والفقر واعتلال الصحة والبطالة وذلك لأسباب خارجة عن إرادة الدولة فى أغلب الأحيان وقد استفادت من ذلك بعض الجماعات المتاجرة بالدين ولكن فى ظل نسبة ليست بقليلة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر وغيرهم من المصريين مازالوا فى الأمية نتساءل كيف سينطلق قطار التنمية فى ظل هذه النسب المخيفة المعرقلة والمعطلة للتنمية؟ وأين الأحزاب والتيارات السياسية من تلك المشاريع؟ وأين مشاريعها الخاصة ببناء «الإنسان المصرى» وتنميته. لذلك أى مشروعات ستفشل إن لم ننظر إلى «الإنسان» ونعده إعدادا جيدا لهذه النقلة وهنا يأتى أولا دور الدولة والأحزاب ثانية فى وضع وتنظيم وترسيخ «العدالة الاجتماعية» كقيمة إنسانية مصرية بعيدا عن الشعارات الجوفاء فمن حق أبسط الناس أن ينالوا حقوقهم فى حياة كريمة. فعلى الدولة والأحزاب والتيارات المختلفة أن تتحاور مع الأغنياء لتوعيتهم أكثر وأكثر بمسئوليتهم الاجتماعية تجاه المجتمع بدءًا من العاملين لديهم، فالرئيس لا يمتلك عصا سحرية لتحقيق كل آمال وطموحات الشعب فعلى الأحزاب والتيارات السياسية أن تساعده فى ذلك أغلبية كانت أو معارضة فالكل مدعو لهذا المشروع الأكبر وهو بناء «الإنسان المصرى» بعد أن جُرفَ لسنوات طوال من فساد ومحسوبية واستغلال باسم الدين إلى المآسى التى أصبحنا نعرفها جيدا. ولا يجب أن نضع رأسنا فى الرمل فالإنسان المصرى يحتاج إلى ترميم واسترجاع قيمه الأصيلة التى فقدها فى السنوات الأخيرة وظهرت أمراض طفيلية فى جسد الوطن كالتحرش والبلطجة والمخدرات وعدم احترام الكبير وغيرها ما دام «المصرى» معروفا بقيمه وأدبه الجم حتى فى أوساط البسطاء والتى علينا أن نسترجعها سريعا.
لذا أناشد السيد الرئيس وحكومته والأحزاب وكل من له إرادة صالحة ومحبة للوطن بأن يبدءوا فورا مع متخصصين فى علم الاجتماع والنفس والتربية وغيرهم من المتخصصين فى هذا المجال بوضع رؤية إجتماعية للنهوض بشعبنا الحبيب يساهم فيها الجميع حكومة وشعبا وأحزابا ثم تأتى المشروعات الاقتصادية كخادمة وداعمة لتلك الرؤية بحيث تكون النهضة شاملة تبدأ بالإنسان المصرى أولا.