بيان رجل مهم - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 12:26 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بيان رجل مهم

نشر فى : الأربعاء 10 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 10 أبريل 2013 - 8:00 ص

لا تسأل عن توقيت بيان منسوب لنائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، يرد فيه على ما تردد حوله شخصيا، حتى لو كان قد قال فيه إن أمور الوطن أهم بكثير من الانشغال بما يتردد حوله، فأصدر بيانا شخصيا فيما هناك معركة حول الكاتدرائية القبطية، تكاد تعصف ببقايا السلم الأهلى فى مصر، وتعطى إشارات سلبية دوليا عن وضع الأقليات الدينية فى ظل حكم الإخوان. 

 

الرجل الذى يقول إن أمور الوطن تشغله أكثر من أموره الشخصية، خرج ببيان له علاقة بأموره الشخصية، دون أن يخرج عنه ما يلمح لهموم الوطن، أو يشير للحرائق التى تحتاج من كل ذى تأثير ونفوذ أن يعمل على إخمادها.

 

شخصيا لست من أولئك الذين يحملون الجماعة وحدها مسئولية الاحتقان الطائفى، فهو احتقان قديم، والاعتداءات على الأقباط بشكل جماعى استغلالا لمشاجرات هنا أو هناك، سلوك قديم قبل الإخوان، وربما يستمر بعدهم إذا استمرت المعالجات على ذات الشاكلة التى تفتش فى تلميع قشور الأشياء بمصالحات عرفية أو أحاديث إنشائية دون غوص فى أصل الاحتقان سياسيا واجتماعيا ودينيا.

 

كلنا لنا مصلحة فى استقرار هذا البلد، بالشكل الذى يعزز السلم الأهلى ويعكس التعايش والتنوع للعالم كله، لكن مصلحة السلطة رئيسا وجماعة وحزبا أكبر بكثير جدا، ففى النهاية هذه تجربة حكمهم، وهذه مسئوليتهم السياسية، وهذا التصعيد والانفلات، والهجوم غير المسبوق على الكاتدرائية سيكون عنوانا لتاريخ من الفتن الطائفية يتصدر صفحة الإخوان.

 

لكن أصحاب المصلحة الأكبر فى الاستقرار، لا يبدو أنهم مكترثون بذلك، أو ربما لديهم اكتراث معنوى لكنهم لا يبذلون الجهد اللازم لبلوغ ذلك، ففى الملف الأهم بالنسبة للسلم الأهلى الذى يخص وضع الأقباط والعلاقة معهم، لا يغيب عن الذاكرة ظهور خيرت الشاطر عقب أحداث الاتحادية الأولى، ليتحدث أمام الكاميرات وعن يمينه ويساره شركاؤه من سلفيى هيئة الحقوق والإصلاح، ليعلن رصده أن غالبية المتظاهرين أمام الاتحادية كانوا مسيحيين.

 

الجملة وان اعتبرتها عابرة إلا أنها تنم عن نظرة للمسيحى كونه مواطنا من الدرجة الثانية، ليس من حقه التظاهر مثلا، أو عن انتهازية دينية صرفة ترمى لتحويل الصراع من اشتباك سياسى بين مؤيدين ومعارضين دخل مرحلة العنف، إلى صراع طائفى بين الإسلام الذى تمثله السلطة وبين المسيحيين الذين يشكلون النسبة الأكبر من المحتجين ضد هذا الإسلام.

 

هناك حالة تحريض يمارسها تيار داخل الجماعة يبدو خيرت الشاطر على رأسه، رغم أن السلطة ممثلة فى الرئيس المنتخب من مصلحتها بلوغ الاستقرار ووقف أى تحريض، لكن هناك استدعاء للطائفية فى أكثر من مناسبة سياسية، سواء كانت انتخابات أو تظاهرات أو مواجهات شارع، وصفحات منسوبة للجماعة على شبكات التواصل تواصل التحريض على الكنيسة كمؤسسة وتطلق حولها شائعات التمويل والتسليح وتشكيل الميليشيات.

 

وجزء من هذه الحالة تتجلى فى خروج الرجل المفترض أنه شريك فى الحكم وحريص على التجربة، ليتحدث عما يخصه، متجاهلا حريقا كبيرا يأكل وحدة البلاد ولا أخطر منه، ثم يدعى أنه مشغول بهموم الوطن عن همه الشخصى!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات