قنبلة مصر النووية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 9:42 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قنبلة مصر النووية

نشر فى : الأحد 10 مايو 2009 - 5:16 م | آخر تحديث : الأحد 10 مايو 2009 - 5:16 م

 الشىء الوحيد الذى يجعلنى أنا ومواطنين كثيرين نسامح حكومتنا على كل ما اقترفته من جرائم فى حقنا أن تفاجئنا فى أى لحظة وتعلن أنها تمتلك القنبلة النووية.

معروف أنه لا توجد حكومة فى العالم لا تكذب على شعبها.. وحكومتنا ليست استثناء من هذه القاعدة، بل ربما مشكلتها أنها تتوسع فى ممارسة هذه العادة المرذولة، وإحدى أمنياتى القليلة فى الحياة أن تكون حكومتنا كاذبة وهى تعلن ليل نهار وبدأب شديد أن برنامجها النووى المزمع البدء فى تنفيذه قريبا سلمى تماما ومخصص لتوليد الكهرباء وليس موجها للأغراض العسكرية.

بالطبع من حق الحكومة التأكيد على سلمية برنامجها المقبل طوال الوقت لأن المتربصين بها كثر، وهم يتربصون بنا ونحن لم نفعل شيئا فما بالكم لو كنا نفعل، خصوصا فى ظل الحملة الشرسة الموجهة ضد إيران ومحاولة منعها بكل الطرق من امتلاك ليس فقط الأسلحة النووية، بل التكنولوجيا المؤدية لذلك.

الحكومة المصرية وكل حكومات المنطقة تدرك أن البرنامج النووى الإسرائيلى هو سيف مسلط على رقاب كل العرب والمسلمين.. مصر تدرك وغيرها أن امتلاك إيران لبرنامج مماثل سيزيد الضغوط على العرب ويجعلهم بين فكى كماشة تل أبيب وطهران مع كل التقدير للأخوة الإسلامية مع إيران.

تل أبيب حصلت على مكاسب هائلة فقط لأن الآخرين يخشون ردعها النووى، وطهران تحصد مكاسب إقليمية كل يوم لمجرد تلويحها ببرنامج نووى تقول وتردد دائما إنه سلمى.

على حد علمى فإنه لا توجد دولة فى «النادى النووى» أعلنت مسبقا أنها تنوى صناعة القنبلة النووية.. جميعهم فاجأوا العالم بذلك وآخرهم كانت باكستان التى لم تكن تتحمل أن تستمر آمنة مطمئنة بجوار الهند النووية.

القنبلة الباكستانية لن تطعم الجوعى نعم.. لكنها حمت البلاد من كثير من الأخطار وحفظت لها كرامتها ومثل هذا التفكير هو الذى كان ينبغى أن يشغل تفكيرنا من لحظة زرع إسرائيل فى المنطقة وليس فقط من لحظة إعلان موردخاى فانونو أنها تملك 200 رأس نووى فى الثمانينيات من القرن الماضى.

بالطبع لا أعرف كيف يمكن للحكومة المصرية تنفيذ برنامج نووى يقود فى النهاية لامتلاك قنبلة، خصوصا فى ظل استهداف هذا البرنامج قبل بدايته من قبل التسريبات الأخيرة بوجود بقايا نووية فى موقع أنشاص.

ليت هذه التسريبات تكون صحيحة، وليتنا نكون قد امتلكنا أو بدأنا على الأقل السير فى اتجاه امتلاك هذه القنبلة، لأنه لو حدث ذلك فسوف يصبح أمرا واقعا كما حدث مع الهند وباكستان.

أعلم أن الرهان على حكومتنا فى أمر كهذا يبدو مستحيلا، لكن على الأقل دعونا نحلم.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي