الاهتمام باكتساب عادات غذائية سليمة أمر يشغل الإنسان فى كل مكان فى العالم الآن. المعلومات المتاحة سهل الحصول عليها من مصادر لها مصداقيتها العلمية. استشارة إخصائى التغذية الآن فى كندا وأمريكا أمر يدخل فى نظام التأمين الصحى، أى تتحمل الدولة نفقاته. مريض السمنة يلقى نفس الاهتمام الذى يلقاه مريض القلب والشرايين، فالسمنة فى عرف المجتمعات الحديثة مرض يستوجب العلاج.
أثار انتباهى خبران فى يوم واحد من أمريكا وكندا الأول من كاليفورنيا عن قانون محلى للولاية يمنع منح الهدايا الصغيرة كالألعاب على شكل حيوانات التى تهديها محال الوجبات السريعة مثل ماكدونالد للأطفال ترويجا لما يقدمونه من طعام ترتفع فيه نسبة الدهون المتحولة «أسوأ أنواع الدهون». الغرض من القانون واضح كما علق مسئول: على الآباء أن ىقرروا إذا ما كان هذا الطعام الذى تغيب عنه قواعد التغذية السليمة أفضل لأطفالهم بعد أن تتوقف وسائل الترغيب والإغراء.
الخبر الثانى من كندا فقد انتهت المهلة التى حددتها وزارة الصحة الكندية لأصحاب المطاعم ومدتها سنتان لإعادة تقييم وسائلهم فى الطهو وقصر استخدام الدهون المتحولة فى الطهو على نسبة لا تتعدى 2٪ من إجمالى ما يستخدمونه من دهون. المعروف أن الدهون المتحولة تتم صناعتها بتمرير غاز الهيدروجين فى بعض أنواع الزيوت النباتية تحت درجة حرارة مرتفعة فينتج عنها ما يعرف بالمارجرين أو السمن الصناعى فى بلادنا.
أصدرت وزارة الصحة الكندية قرارها النهائى بإلزام أصحاب الصناعات الغذائية بقصر استخدام الدهون المتحولة على نسبة2٪ فقط، نظرا لأخطار استعمالها والتى تبدو فى التسبب فى أمراض شرايين القلب التاجية ورفع نسبة الكوليسترول الردىء فى الدم.
قفزت إلى ذاكرتى صورة ذلك الهجوم الكاسح من الإعلانات، خاصة فى شهر رمضان الكريم عن كل أصناف السمن الصناعى ومقارنته بالزبدة الفلاحى. إعلانات براقة ملحة تحاصر الإنسان المصرى فى كل وسائل الإعلام، تدفعه دفعا لأن يطهو طعامه بما يسد شرايينه ويصيبه بالسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم ويفتح الطريق لكل ما هو خبيث من الأمراض. أعيد كتابة الخبرين ربما بالمصادفة يقرؤهما مسئول فى لجنة الصحة بمجلس الشعب ولا أطمع فى لجنة السياسات.