يؤكد العلم أن اكتساب العادات عامة الجيدة منها والرديئة يتأصل فى سلوك الإنسان إذا ما تم فى أوقات الضغوط النفسية والعصبية. أرانا تجاوزا فى أيام وإن كانت علنيا ففيها ما قد ينفعنا إذا ما بقى فينا العقل وبعض من رغبة حقيقة فى الحياة.
إذا جلب لنا الصبر على صيام أيام طويلة تحت وطأة الحر والكرب صفاء النفس والرضا بتمام طاعة الخالق فإنه بلا شك قد نال من عزم الجسد وتوازن بنيانه. ربما كانت تلك الأيام التى تلى أيام الصيام الطويلة فرصة حقيقية لاكتساب عادات صحية غذائية ونفسية جديدة تبقى مع الإنسان وتدوم له يحتاج الجسد لترميم يجب أن يتم بمهارة وفهم لتداعيات الصيام التى بلا شك ستختلف من إنسان لآخر. أول ما يجب أن نبدأ به كشف طبى لتقييم وظائف الجسم الحيوية: صورة للدم كاملة وظائف الكبد والكلى وملف الدهون فى الدم. يعد هذا تقييما عاما قد يحتاج الإنسان معه تقييما خاصا إذا ما كان يعانى من أى أمراض مزمنة مثل مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم. تلك دون شك أفضل فترة يمكن فيها رسم خريطة واقعية للجسد ونقاط الضعف فيه وعليه يمكن للإنسان أن يبدأ فى التفكير فيما يجب أن يتبناه من عادات صحية جيدة أو ما يجب أن يتخلص منه من عادات رديئة تجعله فى مرمى نيران المرض والخطر يمكنك أن تجد العون فى تلك القائمة القصيرة التى تمنيت لو راجعها كل إنسان يؤمن بأن الحياة بعمق تستحق العمل على الاحتفاظ بها والتى تجدها فى الموضوع الرئيسى من صفحتنا اليوم.
أفضل ما يمكن أن تكون قد حققته من جهاد للنفس أن تكون قد توقفت عن التدخين وألا تراودك نفسك على العودة إليه مرة أخرى. من الطبيعى أن يزيد وزنك بعد الصيام وانسحاب النيكوتين من الدم لا تتردد على الإطلاق فى زيارة طبيب للحفاظ على وزنك فأنت بلا شك لن تصلح خطأ بآخر لا يقل عنه خطورة.
لا تتردد فى أن تبدأ القراءة عن ألوان الرياضة الذهنية وتمارين التنفس العميق إنها فرصتك فى الاختلاء الصحى بنفسك إنها فى الواقع ما نحتاجه جميعا الآن. إياك أن تتصور أنها من نصيب المرفهين أو أصحاب الأبراج العاجية. إنها إن أردت نتاج فلسفة الزهد ورياضة إخوان الصفا.
كل عام وأنتم بخير. أتمنى لكم إن شاء الله تعالى أعيادا قادمة تشرق ببهجة حقيقية على وطن آمن وبشر يؤمنون بالتآخى فى حماه.
أتمنى لكم أعيادا كثيرة قادمة تغيب عنها ملامح هذا العيد الذى لا أجد ما أقوله فيه إلا ما قاله يوما المتنبى يناجى نفسه فى أحد النهارات القائمة من حكم كافور: عيد بأى حال عدت يا عيد!