الخلايا الجذعية هى حديث العلم والعالم فى السنوات الأخيرة فهى بالقطع أهم كشف علمى بعد اكتمال الجينوم البشرى. خلايا المنشأ أو الخلايا الجذعية خلايا مدهشة يمكن لها فى أى وقت أن تتحول وتتحور لتصبح خلية أخرى مختلفة تماما. لها أن تتحول إلى خلية عصبية أو خلية من خلايا البنكرياس تفرز الأنسولين أو أى خلية أخرى من الخلايا المكونة لجسم الإنسان وعددها 220 نوعا من الخلايا. قدرة تلك الخلايا النشطة على التحول تجعل منها أملا ربما تخطى حاجز المعجزة فى المستقبل القريب لعلاج الأمراض الشرسة مثل السرطان والأمراض الوراثية وأمراض المناعة.
تعتمد الفكرة الأساسية فى الموضوع على مخاطبة جسد الإنسان بلغة يفهمها وهى تلك الخلايا التى تؤخذ منه لتعدل وراثيا فى انبوب الاختبار فيستخدم فيروس لإدخال الجينات إليها وتترك لتتكاثر وبها نسخة من الجين المطلوب تكرر ثم يعاد إدخالها مرة أخرى لجسد الإنسان كخلية نشطة خالية من العيوب تعرف طريقها تماما إلى مكان العطب فتحل محل الخلايا المريضة قدرة تلك الخلايا المذهلة على تجديد نفسها لضمان وجودها الدائم وبالتالى وجود الجين المعالج الأمر الذى يضفى طبيعية على عملية العلاج والشفاء.
العلاج بالخلايا الجذعية عرف طريقه إلى بلادنا فى محاولات متناثرة ربما يعوذها الإمكانات والخبرة منها ما يبشر بنتائج أولية واعدة ومنها ما شابه بعضا من ملامح الفساد الذى نعرفه جيدا كالإعلان عن نجاحات وهمية فى علاج أمراض مستعصية بغرض الكسب المادى، التجربة المرة التى عانى منها الكثير من المرضى المدفوعين بأمل الشفاء.
ما دفعنى للكتابة عن الخلايا الجذعية هو أننا بالفعل على اعتاب نقلة علمية هائلة يجب أن نستعد لها بدراسة إمكانياتنا مجتمعة على أن تتبنى الدولة ذلك المشروع العلمى القومى فلا يجب على وجه الاطلاق أن يترك للأفراد مهما حسنت نواياهم. انبه لما نشر فى الصحف هذا الاسبوع عن انشاء أول بنك خاص للخلايا الجذعية فى مصر وإن كنت لا أملك التفاصيل التى أتمنى أن تطابق قواعد وأخلاقيات المهنة الإنسانية والعلمية.
وأدعو لأن تنتبه نقابة الأطباء بعد تشكيلها الجديد لأهمية القضية وحقيقة الدور الذى يجب أن تلعبه لصالح الطبيب وللمريض المصرى فى آن واحد.