العنوان «آن الآوان نعرف أكثر عن المرض النفسى...» هو شعار الحملة التى تهتم بها الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان للتوعية بالمرض النفسى ضمن فاعليات الاحتفاء بيوم الصحة النفسية التى تتبناها منظمة الصحة العالمية فى ١٠/١٠ من كل عام.
الصحة النفسية بلا شك هى الوجه الآخر للعملة الواحدة التى لا تتجرأ عن الصحة الجسدية بسلامة الجسد لا تكتمل دون سلامة النفس.
لكنها دائما ما جاءت تحت مفاهيم مغلوطة. ففى الوقت الذى اهتم بالإنسان فيه بصحة الجسد ومقاومة المرض رغبة فى الشفاء ظل المرض النفسى والعقلى محل اتهام ورغبة فى محاصرة مرضاه وراء أسوار عالية تفصلهم عن المجتمعات التى ترفض تواجدهم فيها. تنزع عنهم أهليتهم وتصميمهم بما ليس بالفعل فيهم لتقف حائلا بينهم وبين العودة للحياة الطبيعية المنتجة.
يخلط الكثيرون منا بين المرض النفسى والعقلى الأمر يجعل المجتمع أكثر قسوة فى مواجهة الجميع فيلقى بظل ثقيل على القضية برمتها لتضيع الحقوق وتسقط الواجبات.
تبدأ الأمانة العامة للصحة النفسية حملتها برغبة قوية فى تغيير نظرة الناس والمجتمع للمريض النفسى. وسيلتها التأصيل للتعريف بالمعنى الحقيقى للمرض النفسى والتأكيد على أن الأمراض النفسية قابلة للشفاء والتعافى. إن اكتشافها مبكرا وتشخيصها بدقة كثيرا ما يعد دعوة حقيقية لأن يعود الإنسان معافى منتجا فى مجتمع طبيعى يرحب بوجوده وتمنحه فرصة مساوية للعمل والحياة بحرية.
تعتمد حملة الأمانة العامة للصحة النفسية على مجموعة شروح مبسطة فى إعلانات الراديو والتليفزيون والصحف للأمراض النفسية التى تلم بالأطفال والكبار منها على سبيل المثال «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه» الذى كثيرا ما تخطئ الأسرة فى فهمه فتلجأ لعقاب الطفل دون روية أو تفهم لما وراء تصرفاته العفوية العنيفة.
الحملة المجتمع بجميع الوسائل التى تتيح لها الوصول إلى عقل وصلب الإنسان المصرى فى المراكز الثقافية والنوادى الرياضية ومراكز الشباب والمستشفيات العامة والنفسية. لذا فتلك دعوة منا مفتوحة لكل من يملك وسيلة لدعم تلك الحملة التى تهدف إلى التعريف بأمراض النفس وسبل علاجها درء لذلك الظلم الإنسانى الفادح الذى يقع ربما عن دون عمد على المريض النفسى فيقضى حياته معزولا خلف أسوار عالية وهمية دون ذنب جنى أو جريمة تذكر.