هل تتذكرون الفنان عبدالمنعم مدبولى حين كان يقوم بدور طبيب نفسانى وجاء له شخص قصير للغاية يشكو له. فلم يجد أمامه إلا العلاج بالإيحاء فقال له. كرر دائما عبارة: «أنا طويل وأهبل أنا مش قصير أزعة». وبعد قليل قال له: «شوفت أديك طولت 5 سنتمتر».
تذكرت هذا المشهد وأنا أقرأ تعليقات بعض التعبيريين الذين يؤكدون أن «هذه أكثر انتخابات مصر نزاهة، التزوير كان محدودا». وبعد قليل: قلت «شوفت أهو 5 مواطنين اقتنعوا».
وذكرتنى تصريحات الهيئة العليا للانتخابات بعدم اعتدادها بمئات الأحكام القاضية بوقف الانتخابات بمشهد فى فيلم الزوجة الثانية حين قرر العمدة أن يطلق زوجة فلاح وأن يتزوجها فى نفس الجلسة دونما اعتبار للاكراه أو لحتمية انقضاء شهور العدة. فقال العمدة: الدفاتر بتاعتنا والتواريخ فى إيدينا، فأبدى المأذون شيئا من الرفض، فضربه شيخ الغفر قائلا: اعقد يا راجل اعقد، ثم قال له شيخ الجامع: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم»، فعقد عليها، ولا توجد أى مشاكل.
وفى لقاء لطيف مع أحد المثقفين الكبار مر الحوار بأحداث العمرانية فقال المذيع: نحن نطالب بقانون بناء دور العبادة الموحد، فرد المثقف الكبير بحماسة شديدة، وأنا كمان طول عمرى بأطالب بقانون بناء دور العبادة الموحد، وقد ابتسمت حين شاهدت هذا المقطع وذكرنى بسمير غانم وهو يقول لجورج سيدهم: أنا عايز فلوس وإنت عايز فلوس، يا ريت تشوف حد يدينا. ثم سأله سمير: عايز تانى ولا كفاية كدة.
أما الحكاية على بعضها وما فيها من إيحاء وإدعاء وتمثيل فى تمثيل فذكرتنى بمشهد لنجاح الموجى فى فيلم «زيارة السيد الرئيس»، الذى كان يقوم فيه بدور حلاق القرية. وكان بعد أن يحلق ذقن الفلاحين الغلابة يضع فى يده بعضا من الماء ويقوم بوضعها على ذقن الزبون، كما لو أنها كولونيا ويخرج من فمه صوتا من قبيل (هااااا) وكأن الكولونيا قد بلغت من وجه الزبون مبلغا يؤدى إلى الشعور بالألم، فينتفض الزبون وكأن هناك كولونيا فعلا فى مشهد كوميدى لا يخلو من مبالغة من قبل الحلاق والزبون، الأول بكمية «الكولونيا» السخية التى يضعها على وجه الزبون والثانى نتيجة ارتياحه لأن وجهه قد أخذ نصيبا وافرا من «الكولونيا».
لو تخيلنا الحزب الوطنى هو الحلاق، والشعب المصرى هو الزبون المنتفض من فيض الديمقراطية، عفوا الكولونيا، ألا يكون ذلك تشبيها لطيفا؟.. عموما نعيما.