طغيان أخبار الأحداث السياسية المتلاحقة على كل مساحات الإعلام المتاحة أصبحت السمة الأساسية التى تجمع عليها كل وسائل الإعلام فى بلادنا الآن.
نفس الوجوه التى فرضتها الأحداث على القارئ والمشاهد والمستمع المصرى تتكرر بإلحاح وتطل بإصرار وبلادة من كل المنافذ المتاحة فلا تترك أى فرصة ولو ضئيلة لنا فى أن نلتقط أنفاسنا أو ندير رءوسنا. نحن دائما الآن محاصرون بتداعيات تلك اللوثة الإعلامية التى فجرها فيروس السياسة. لم تبق إلا سطور قليلة حملت خبرا مهما لو كان الأمر بيدى لبدأت به وحشدت عناوين متلاحقة كثيرة تصيبنا بحالة إحباط جماعى واكتئاب لا حدود له.
أعلنت هذا الأسبوع مجلة التايمز البريطانية للتعليم العالى تصنيفها السنوى الأشهر لجامعات العالم. احتلت جامعة المنصورة مركزا فى المائة مركز التى تعد أفضل جامعات العالم التى تم إنشاؤها منذ أقل من خمسين عاما.
تقدمت جامعة المنصورة على كل جامعات الوطن واحتلت المركز السادس والتسعين بين أفضل مائة جامعة فى العالم. جاء ترتيبها الثانية بعد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بين الجامعات العربية.
يعد تصنيف مجلة التايمز البريطانية للتعليم العالى The Time Higher Educatiion أهم تصنيف علمى عالمى يرصد بدقة تطور مؤسسات التعليم الجامعية فى العالم.
تخضع نشاطاتها لمعايير جودة قاسية تضمن للنتائج مصداقية تحترم.
ألم يكن فى هذا الخبر ما قد يستوقف البعض إذا ما بالفعل توفرت لهم الحاسة الإعلامية المطلوبة؟
الخبر نشر على استحياء فى سطور قليلة فى نهاية صفحة المحليات فى جريدة الأهرام الأربعاء 6/6 ومصدره المكتب المحلى للجريدة فى المنصورة! بالطبع سقط الخبر ولم ينتبه له أحد. من ينصت وسط هذا الضجيج الهائل من قرع الطبول الجوفاء؟!
نالت جامعة المنصورة تقديرا رفيعا بلا شك يتناسب وذلك الجهد الهائل الذى بذله ويبذله كل القائمين على العمل فيه.
سعدت دائما بانتمائى لذلك البلد الصغير الجميل فى عمق الدلتا وداخلنى الفخر كلما انتبهت إلى أننى بدأت من هناك من طب المنصورة التى تتيه على العالم بمركز الكلى ومحمد غنيم ومركز الكبد الذى تجرى فيه بسهولة ويسر عمليات زراعة الكبد بنتائج تضارع النتائج العالمية ومركز جراحة فصل التوائم السياقية ومركز جراحات الجهاز الهضمى والطوارئ ومركز أمراض قلب الأطفال ومركز علاج القدم السكرى وغيرها لا تمايز بينها فكلها فى سباق لتقديم خدمة حقيقية للإنسان المصرى بلا ضجة إعلامية أو هلوسة إعلانية.
أخيرا جامعة المنصورة على خريطة العلم فى العالم نتيجة جهد مخلص يقدمه أبناؤها. خبر أعيد كتابته وأدعوكم للبحث عن تفاصيله. نقطة ضوء قد تبدو بعضا من سحب كثيفة أظلمت سماء الوطن.