صورة العربى فى موسيقاه - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:36 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صورة العربى فى موسيقاه

نشر فى : الجمعة 11 أغسطس 2017 - 9:45 م | آخر تحديث : الجمعة 11 أغسطس 2017 - 9:45 م
نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب «عبداللطيف الزبيدى» جاء فيه: عمدا أراد القلم تأجيل الحديث عن الموسيقى العربية، ولم يقل فيها كلمتين ضمن «الموسيقى تحلل شعوبها»، فشرح أحوالها كليل العاشقين طويل. هل هى صورة صادقة ناطقة للعالم العربى؟ أجل، هى هو.
الحقبة التى نهضت فيها موسيقانا، لا تزيد على خمسين سنة فى القرن العشرين. من 10 إلى 60 أو من 15 إلى 65. المدة نفسها شهدت نهضة ثقافية كبيرة وغير مسبوقة، شملت الفكر والآداب والفنون، وآمالا واعدة فى ميادين شتى. مؤتمر الموسيقى العربية 1932، كان عالميا، ودليلا على الريادة الثقافية المصرية، تلك المركزية صاحبتها حيوية فى كل البلدان العربية. ولد البحث العلمى الموسيقى فى ذلك الملتقى وخبأ نوره بسرعة.
نصف القرن ذاك، لم تنجح فيه التعددية الصوتية. محاولات لسيد درويش وأخرى فى لبنان. الفردية استعادت المقاليد بسرعة وطغت. فى السياسة، تطابق تام. المطرب يتحكم فى الشاعر والملحن والفرقة. أم كلثوم نموذجا: القصبجى مجرد عازف، تغير ما تشاء فى نصوص الشعراء رامى، بيرم، الخيام، على هواها. فى لبنان كانت التجارب التعددية أنجح، لأن بلد الأرز تعددى، طوائف وآراء. قياسا على عدد نفوسه، لم ينتج أى بلد عربى ما أنتجه من مسرح غنائى. كما أنه الأول عربيًا من حيث شعرية الكلمات، وجودة التوزيع الأوكسترالى.
الموسيقى فضاحة حين نقيس ضوابطها على شئون البلدان. أغرب ظاهرة هى فوضى المقامات. إلى يومنا هذا لا يوجد سلم للموسيقى العربية. وكلمة مقام يطلقونها على المقام والمقام المشتق والنغمة (مثلا: على المدينة والحى والبيت) فيصل الرقم إلى 360 تقريبا. لا دور إطلاقا للمعاهد الموسيقية. لا مراكز بحوث ودراسات نغمية للتحقيق والتطوير المدروس. لا علاقة للمفكرين والنقاد بالميدان، ولا للموسيقيين بالفكر. قس ذلك على السياسة وصلتها بالمفكرين ومراكز البحوث. على الصعيدين، الجمهور مجرد مستهلك لما يلقى به إليه.
بعد تلك الحقبة المتألقة، مع كل مساوئها، بدأ عهد الانحدار. الجيد فيه اجترار للقديم لغياب الأساطين. لم يعد ثمة سقف وانهارت المقاييس، صار المجال بلا ضوابط، لم تعد الكلمات والألحان والأصوات الجيدة معيارا. تقلصت المقامات جراء الأمية الموسيقية، والفرقة أكلها «الكيبورد» وآلات ضبط الإيقاع، سقط الإبداع الملتزم بهوية، إنه التسونامى التدميرى. قس ذلك على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والدفاعية أمام الاهتراء الداخلى والاجتياح الأجنبي. الفوضى الخلاقة فى الموسيقى، وهذه هى الأرض الذوقية السيادية، صورة ما جرى ويجرى على الساحات الأخرى.
لزوم ما يلزم: النتيجة العقلانية: مجنون من يتصور أن العلة ليست فى العقل العربى، الذى يحتاج إلى مناهج تربوية من الأساس.

الخليج ــ الإمارات

 

التعليقات