الجندى وسارة والسيد.. والعدالة الإعلامية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 1:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجندى وسارة والسيد.. والعدالة الإعلامية

نشر فى : الأحد 11 أغسطس 2024 - 6:35 م | آخر تحديث : الأحد 11 أغسطس 2024 - 6:35 م

لاعب واحد يهدى مصر ميدالية ذهبية فى الألعاب الأولمبية ويحقق رقما أوليمبيا جديدا، ولاعبة واحدة تهدى مصر فضية وتكسر رقما أوليمبيا وهؤلاء الأبطال الثلاثة الكبار والعظماء سوف نهلل لهم كثيرا جدا فى الأيام  المقبلة، ثم كالعادة سوف ننساهم وننشغل بأخبار وتقارير وقصص وفيديوهات لفرق جماعية فشلت حتى فى تحقيق أى مركز مشرف وانهزمت بنصف دستة أهداف وكان أداؤها كارثيا، والسؤال‫: متى نتخلص من هذا العيب الكبير والآفة الخطيرة وننشغل بأخبار الأبطال الحقيقيين، بدلا من قصص شديدة التفاهة عن لاعب كرة قدم تخلف عن التدريب، أو آخر سهر حتى الفجر فى كافتيريا، أو رؤساء اتحادات فاشلين لا يفعلون شيئا إلا المزيد من الفشل أو ناد إدارته متهمة بالتسبب فى وفاة أحد لاعبيه؟!

أكتب هذه الكلمات مساء السبت أمس الأول وأنا أشعر بالفرح والفخر الشديدين بعد أن تمكن البطل الكبير أحمد الجندى من الفوز بالميدالية الذهبية فى منافسات الخماسى الحديث بدورة الألعاب الأولمبية التى اختتمت منافساتها فى باريس أمس.

 هذا البطل حقق رقما أوليمبيا جديدا. هذه الذهبية جاءت بعد حوالى ساعة فقط من فوز الرباعة المصرية سارة سمير بالميدالية الفضية بطلة رفع الأثقال وزن ٨١ كجم، وهى أيضا حققت رقما أولمبيا جديدا حتى لو كان تم كسره بعد دقائق قليلة على يد منافستها النرويجية.

وكان البطل محمد السيد قد حصل على أول ميدالية برونزية لمصر فى منافسات سلاح الشيش فى الأيام الأولى للمنافسات.

فى هذه السطور لا أحلل أو أفتى فى الأمور الفنية للألعاب الأولمبية، فلست متخصصا فى هذا الأمر، ولكن أتحدث فقط عن الجوانب الإعلامية والجماهيرية فى القضية.

السؤال البسيط الذى نكرره فى كل دورة أولمبية، ولا نجد له إجابة شافية: كيف نهلل لفرق جماعية تصرف مليارات الجنيهات وهى لا تحصد أى ميدالية أو حتى تحقق تمثيلا مشرفا، فى حين لا نهتم بما فيه الكفاية بلاعبين أفراد حصلوا على ميداليات ورفعوا علم بلادهم وعزفوا النشيد الوطنى المصرى فى الأولمبياد ولم يكلفوا الدولة إلا أقل القليل وأحيانا يحصدون هذه الميداليات وهم يعيشون ويتدربون فى الخارج؟!!

يحلو لكثيرين أن ينتقدوا الفرق الجماعية خصوصا كرة القدم لأنها لا تحصد الميداليات أو حتى تقدم التمثيل المشرف، هؤلاء المنتقدون لا يمكن أن نلومهم، صحيح أن فريق كرة القدم المصرى حقق إنجازا طيبا وغير مسبوق حينما وصل للمربع الذهبى، وقبلها هزم إسبانيا بطلة العالم فى دورى المجموعات، وكان متقدما على فرنسا فى الدور قبل النهائى حتى الدقيقة 82، ونافس على الميدالية البرونزية، لكن هزيمته المذلة والمهينة أمام المغرب بنصف دستة أهداف جعلت الجميع ينسى هذا الإنجاز، خصوصا أن الانهيار فى هذه المباراة كان شاملا، بل وربما أفلتنا من هزيمة غير مسبوقة.

ندرك ونعلم أن كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى فى غالبية بلدان العالم باستثناءات قليلة، وتحظى باهتمام عالمى بلا حدود. لكن ألم يحن الوقت لكى نبدأ جميعا فى أن نكون أكثر عدالة فى توزيع الاهتمام بالألعاب حسب إنجازاتها الفعلية على أرض الواقع وليس حسب الاهتمام الجماهيرى فقط؟!

أليس من العدل أن يحظى أحمد الجندى وسارة سمير ومحمد السيد بأكبر قدر من الاهتمام الجماهيرى والإعلامى والإنسانى خصوصا لدى الأجيال الجديدة بدلا من تضييع وقت  الناس فى قصص وأخبار عن «نكرات» فى عالم الرياضة يحظون بأكبر قدر من الاهتمام الإعلامى، وهم لم يحققوا شيئا فى حياتهم.

الثلاثة الذين رفعوا اسم مصر عاليا وجعلونا نردد وراءهم النشيد الوطنى يستحقون منا كمصريين أن نحتفى بهم فأى شخص منهم حقق ما لم يحققه أى فريق جماعى بالكامل، على الأقل حتى نضع فى قلوب وعقول الأجيال الجديدة القدوة الحسنة كما ينبغى لها أن تكون.

 علينا أن نجرى تقييما عادلا للأداء فى كل الألعاب وكيف تم إنفاق كل مليم على هذه البعثة ومن أجاد ومن أخفق وهل سافر لباريس لاعبون وإداريون لم يكونوا يستحقون السفر؟

مرة أخرى شكرا لأحمد الجندى وسارة سمير ومحمد السيد

عماد الدين حسين  كاتب صحفي