الأسبوع الماضى شهدت الأوساط الطبية فى مصر أحد المؤتمرات الهامة التى يرتبط موضوعها الأساسى بالإنسان المصرى. كثيرا ما تتعدد المؤتمرات فى مختلف فروع العلم، وإن كانت فيها الفكرة الأساسية العلم للعلم لذا فحضور الأطباء والعلماء هو الغالب. تلك المرة كان الاهتمام بالجانب العلمى والاجتماعى فى آن واحد. الداعية لأعمال المؤتمر كانت الأستاذة الدكتورة علا خورشيد أستاذة الأورام ورئيسة جمعية أون تك. وقد كان المؤتمر برعاية وزارة الصحة فى وجود وزيرة الصحة أ.د. هالة زايد إلى جانب وزارة التعليم العالى ووزارة التضامن الاجتماعى.
لم يقتصر الأمر على التواجد المصرى بل زاده ثراء وجود التمثيل الإفريقى: جامعة نيروبى بكينيا، والأمريكى: جامعة كورنيل الأمريكية إلى جانب عدد من الجمعيات الأهلية فى مجال المجتمع المدنى: جمعية أورام الرئة، جمعية السرطان المصرية، جمعية جراحة القلب والصدر المصرية ورابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان. إلى جانب التمثيل الهام لجامعات القاهرة وأسيوط والزقازيق.
انتهجت أعمال المؤتمر محورين، الأول هو وسائل الكشف المبكر على حالات سرطانات الرئة فى محاولة لمحاصرة المرض والتمكن من علاجه فى مرحلة تسمح للمريض بالتعافى والشفاء الكامل.
أما المحور الثانى فكان لمناقشة تلك الحملة التى يتبناها المجتمع المدنى «أنا ضد التدخين»، وعناصر نجاحها وكيفية دعمها لتبدو بالفعل مؤثرة فى الإنسان المصرى دافعة بكل مدخن أن يعيد النظر فيما يحدثه بنفسه من أذى فى نفسه.
اجتمع للمؤتمر عناصر نجاح يمكن رصدها بصورة واضحة: بداية فى اجتماع هذا الجمع من ممثلى العلم ورموز الدولة والمجتمع المدنى ثم فى تحديد الهدف الذى اجتمع من أجله والقضية الهامة التى مازال المجتمع المصرى يعانى منها «أنا ضد التدخين» شعار رفعه المؤتمر ليصل إلى مجتمعات شبابنا الذى تشير الدراسات الاجتماعية الحديثة إلى أن نسبة المدخنين فى مصر مازالت فى ارتفاع بل وقد ظهرت فئات عمرية جديدة على خريطة البحث: الأطفال فى سن التاسعة فأكبر الأمر الذى يزيد الأمر خطورة.
وعدت أ.د. هالة زايد وزيرة الصحة بالدعم الكامل لنتائج المؤتمر خاصة أنه فى المرحلة الحالية تتبنى الدولة المزيد من المشروعات التى تهتم باكتشاف الأمراض المبكر بغرض الوقاية.
من أهم الأدوار التى يجب أن يسهم بها المجتمع المدنى بالفعل محاربة التدخين لما له من آثار اجتماعية سيئة على الإنسان المصرى إلى جانب أنه السبب الأول والرئيسى لسرطانات الرئة الأمر الذى يكلف الإنسان حياته.
تحية واجبة لكل من ساهم فى هذا المؤتمر الهام ونتمنى لو أن نتائجه قد حققت نجاحا يسجله ويسهم فيه الإعلام الهادف. نتمنى لو سجلت أ.د. علا خورشيد جريدة الشروق على قائمة المهتمين معها بالأمر وأشركتنا فى النتائج وطالبتنا بالمشاركة والتعاون، فتلك بلا شك قضية هامة يسعدنا أن يكون لنا فيها دور فعال.
المحرر