ــ هل توجد لوائح فى اتحاد الكرة؟.. إذن ماذا فعلنا بلوائح شئون اللاعبين التى تنظم الانتقالات والمفاوضات؟
لا شىء، فالقضية أخلاقية، يعنى أخلاق وقيم، واحترام للقانون وللغير.. هذا مدخلى للحديث عن موضوع جدو نجم المنتخب والاتحاد السكندرى الذى وقع للزمالك.
وقلت منذ سنوات، لا أذكر عددها، أن المشكلة هى الأشخاص، ففى كل يوم نضع نصا قانونيا أو لائحة ثم نخترق النص بنفس البراعة التى «خرمنا بها التعريفة»، فقد وصلنا إلى مرحلة نكتب فيها نصا بأن الكذب حرام، ويوقع عليه الجميع، ويواصل الموقعون كذبهم.. فهل تظنون أنه لا توجد لائحة تنظم انتقالات اللاعبين والتفاوض معهم، وهل فعلها الزمالك وحده؟.. لا.. طبعا، فقد سبقه من قبل الأهلى وأندية مصر كلها بالتفاوض مع لاعبى فرق لم تنته عقودهم بعد، فى إطار سباق محموم للاستيلاء على النجوم!
ــ كانت الأمور مرتبة، قبل سفر المنتخب.. يوقع جدو للزمالك وينتقل فى نهاية الموسم، بطريقة: «لا من شاف ولا من درى»، إلا أن حظ جدو الرائع جعله يعود من أنجولا واقفا على قدميه، لا يتوكأ على عصاه، باعتباره من لاعبى الأقاليم. عاد جدو نجما يريده الجميع، ويرغب فى مكافأته الجميع، وفى مقدمتهم ناديه الاتحاد..
ــ شأن الذين هربوا من إبداء رأيهم القاطع فى الخلاف بين الزمالك والاتحاد السكندرى، أقول: «لا أملك أوراق القضية، ولا أستطيع الحكم أو تحديد جدو من حق من»
وكنا من قبل نسرع فى إبداء الرأى.. سماكة من حق الأهلى. أكوتى من حق الزمالك.. سعيد عبدالعزيز من حق المحلة.. لمعى من حق المنصورة.. عبدالكريم صقر من حق الزمالك.. حسنى عبدربه من حق الإسماعيلى.. وإينو من حقه أن يلعب حيث يشاء.. فلم يذهب لاعب واحد إلى حيث رأينا أو إلى حيث شاء..
فالحلول غالبا فيها صفقة، وخواطر، ومراكز قوى، أو لعبة «هات وخد.. وسيب وأنا أسيب».. وسوف ترون أن نتيجة أزمة جدو ستكون حلا يحمل تلك الأفكار والظلال.. ولو كان القانون هو الحكم ما وقعت مثل تلك الأزمات التى كانت موسمية، فأصبحت صيفية وشتوية..!
ــ القضية هى الناس التى تعمل فى حقل الرياضة وليست لوائحنا القاصرة والعاجزة.. القضية هى أننا نطالب باحترام القانون والالتزام باللوائح والقيم.. أو حتى بكلمة الشرف، لكننا نؤذن فى قبرص.. فكل نادٍ يضع يده فى جيب النادى المجاور، وكل منهم يرى أن معه حق فى الاستيلاء على ما فى جيب الآخر..!