الأحداث كثيرة ومتلاحقة، المشاهد تتداخل وترتبط بخيوط رفيعة فيما بينها السبت.. يصدم عينى مقال لرئيس تحرير إحدى الصحف القومية «مفرود» على مساحة نصف صفحة خصصها ـ رغم الأحداث الساخنة ـ لتوجيه سيل من المدح والثناء الفاقع للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الجديد، وراح يسرد تاريخ علاقته به وآخر محادثة معه فيما فهمه الجميع على أنه محاولة من أجل البقاء فى المنصب.
ورغم أننا نعلم أن الدكتور شرف مسئول مختلف ومن القلة التى حظيت بقبول غالبية فئات الشعب خاصة بعد مشاركته فى الثورة منذ بدايتها إلا أن هذا الشعب أصبح يمقت مثل هذه الكتابات المملة خاصة ممن سبق لهم تدبيج العديد منها لرموز العهد السابق، الغريب أن هؤلاء الأشخاص لم يفهموا حتى الآن رسالة الثورة التى أوجدت قيما جديدة بعيدة كل البعد عن أدبيات النفاق الذى أسهم فيما حدث لنا طوال السنوات الثلاثين الأخيرة، لذلك أثق تماما من أن المقال إياه لن يعلق كثيرا بذهن رئيس الوزراء.
«الأحد» الطائفية البغيضة عادت تطل برأسها من خلال حادثة كريهة لم تعرفها مصر على مر تاريخها ولولا رأيت بعينى ما يحدث لما صدقته مطلقا كيف وتحت أى ظرف مهما كانت شدته يقوم مصريون بهدم دار عبادة يذكر فيها اسم الله.
«الثلاثاء» الطين زاد بللا عندما وقعت معركة دموية بين مصريين ليقتل البعض ويصاب العشرات ويتم إحراق السيارات والمصانع وتنهب البيوت، لا أصدق أن ذلك كان وليد المصادفة، يريدون أن يطفئوا نور الثورة ويسرقوا كل مكاسبها.
«الأربعاء» رأيته.. أحد المصريين المعتصمين أمام ماسبيرو يعلق بغضب على ما حدث ويقول إذا كانت هذه هى الثورة فلا نريدها، لا ليست هذه الثورة، مشاهد الثورة مازالت ماثلة أمامنا لا تبرح أعيننا، المسلمون يصلون والأقباط يحرسونهم ثم يتبادل المسلمون مع الأقباط الأدوار، الصلوات والقداس معا فى ميدان التحرير، شهر كامل لم تمس فيه كنيسة رغم عدم وجود أية حراسة، لماذا الآن وقد أوشكت الأمور أن تستقر بعد تشكيل وزارة رضيت عنها الغالبية.
«الخميس» أكاد أموت حسرة عندما رأيت المعتصمين أمام ماسبيرو يهتفون ارفع راسك فوق انت قبطى، كانت المرة الأولى الذى اسمع فيها هذا الهتاف، لا لم نقلها هكذا فى «التحرير» كنا وسنظل نرددها ارفع راسك فوق انت مصرى فالدين يجمعنا ولا يفرق بيننا وسنظل مصريين حتى النهاية.