التدريب فى مدينة البط.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:35 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التدريب فى مدينة البط..

نشر فى : الخميس 12 مارس 2015 - 8:25 ص | آخر تحديث : الخميس 12 مارس 2015 - 8:25 ص

•• سألت مدرب منتخب إنجلترا الأسبق حين تولى مسئولية تدريب الأهلى عام 1985: " من الذى يصنع الآخر.. المدرب الجيد أم اللاعب الجيد "؟ رد دون ريفى بأن المدرب واللاعب وجهان لعملة واحدة.. كلاهما يكمل الآخر. وكان ذلك درسا مبكرا من الدروس التى تعلمتها فى المهنة، وهو تجنب الثنائيات. ومن ذلك فكرة المدرب الوطنى أم المدرب الأجنبى. فالقضية هى المدرب الجيد سواء كان مصريا أو أجنبيا. ولكليهما مميزاته، فالمصرى يكون اقرب نفسيا للاعبين، ويتعامل مع عقليتهم غير الاحترافية التى يدركها كواقع، فيتغاضى أحيانا عن تدخين السجائر أو الشيشة، والسهر حتى الفجر، ويعتبر تلك من التفاصيل غير المهمة وقد يجامل المدرب الوطنى أحيانا متأثرا بعواطفه.. بينما الأجنبى ربما يبدأ عمله صارما، وعاقلا، محكما قواعده التى تعلمها ثم يصاب بداء العاطفة تأثرا بالمناخ المحيط به، لكنه يهتم بالتفاصيل ويحاول أن ينميها ويسيطر عليها ويفرضها على اللاعب، وقد ينجح لو كان نفسه طويلا، وقد يفشل حين يصاب باليأس، ويصل لمرحلة التغاضى ، علما بأنه يصف التقصير من لاعبه فى الاهتمام بالتفاصيل بأنها عقلية غيراحترافية كما قال جاريدو مدرب الأهلى فى تصريحاته لوكالة الأنباء الفرنسية ونشرها موقع فى الجول..

•• وأنقل هنا تصريح جاريدو : «كرة القدم فى إسبانيا احترافية بشكل أكبر، جميع اللاعبين لديهم تعليم رياضى مرتفع، ولديهم دراية واسعة بما يسمى التدريب غير المرئى».. واضاف: " التدريب غير المرئى هو ما يخص كل شيء خارج الملعب، فى إسبانيا يعلمون بشكل جيد أهمية النوم والتغذية والمياه والاعتناء بالحياة بوجه عام خارج الملعب، يعلمون أن هذا الأمر مهم للغاية وإذا ما اعتنى اللاعب بكل هذه التفاصيل الخاصة بحياته المهنية داخل وخارج الملعب، فإن هذا سيساهم فى ارتفاع أدائه وجعله لاعبا أفضل "..

•• "التدريب غير المرئى ".. تعبير جديد يدخل دائرة الكرة المصرية، لعلها تتعلم، بكل عناصرها. أما المؤتمر الصحفى لمدرب المنتخب هيكتور كوبر فكان لطيفا، وكان الرجل واضحا وسعيدا ولبقا، خاصة حين سئل عن عدم خبرته الأفريقية، حيث رد قائلا: التسلل فى مصر مثل التسلل فى أوروبا ".. وسوف يتحمل اتحاد الكرة راتب المدرب ومساعديه، وحسنا فعل الوزير خالد عبدالعزيز بإعلانه منذ أسابيع عن عدم تحمل الدولة لراتب المدرب، وحتى لو كان مصريا، فاتحاد الكرة يملك المال من عقود الرعاية.. لكن المدرب الأرجنتينى قال جملة صعبة: " خطواتى قصيرة وسريعة ".. ووجه الصعوبة هنا أنه سوف يتعامل مع نظام كروى يمضى بسرعة البط، خطواته قصيرة، لكنها بطيئة، بطيئة، وهذا هو الحال فى مدينة البط، بما تضم من شخصيات خلبت عقولنا ونحن صغار، ورسمت الابتسامة على وجوهنا، ثم أوجعتنا وجعلتنا فلاسفة حين كبرنا، ووجدناها تعيش فى مجتمعنا بنفس طرق تفكير شخصيات مدينة البط القديمة من ميكى وبندق، ولوز، إلى بطوط

ومحظوظ وعم دهب ؟!!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.