تلقيت ثلاثة اتصالات كريمة من ثلاثة أعضاء بمجلس النواب، ردا على ما كتبت الأسبوع الماضى تحت عنوان «من يستجوب من؟».. الغريب فى الأمر أنه لم يكن فيهما السادة نائب إمبابة أو روض الفرج، «نائب إمبابة الذى يقع معهد القلب فى دائرتها أما روض الفرج فلأن المعتدين على حجرة قسطرة كهرباء القلب هم من أهل روض الفرج».
رغم امتنانى للمكالمات التى بدت ودية رغم العتاب فإننى ما زلت عند رأيى الذى سجلته فى الصفحة التى نشرت الأسبوع الماضى. ليس لنواب مجلس الشعب أن يستجوبوا لا دولة رئيس الوزراء ولا معالى وزيرة الصحة لأنهم معنا مضارون من اعتداء أهل المريض الذى توفاه الله فى المعهد بتدمير حجرة القسطرة.. جاء اعتداء مباشرا على الدولة ورئيس وزرائها ووزيرة الصحة فيها، لذا كان على الدولة أن تستجوب نواب الشعب.
مازلت بالطبع أرى أن يبدأ نواب الشعب فى أداء دورهم المنتظر منهم فى حماية مؤسسات الدولة التى أنشئت ويتم الصرف عليها ومتابعتها من قبل الحكومة.. هل توقفت مهام نواب الشعب عند حدود الاستجوابات للوزراء فى قاعة مجلس النواب.. وطلب التوصيات بأنواعها والمميزلت والاستثناءات للأقارب والناخبين فى أوقات الاستراحة وتناول القهوة؟.
طلبت من رئيس الوزراء ووزيرة الصحة أن يتجاهلا تماما الاستجواب.. نعم فعلت لأنهم لوسمحا لى بتلقى الاستجواب بدلا منهما لحولته لاستجواب لكل نواب الشعب عن حقيقة ما فعله الشعب، ولماذا وصلنا إلى هذا الحد من الهيمنة والغوغائية فى التعامل مع مؤسسات الدولة التى وفرتها لخدمة الشعب.
لو كان لى أن أنوب عن رئيس الوزراء ووزيرة الصحة لطلبت من نواب المجلس الموقر أن يغادروا القاعة فورا إلى مقار دوائرهم الانتخابية ليعرضوا على الشعب صور تدمير حجرة قسطرة كهرباء القلب فى المعهد، ويسألوهم رأيهم عن حقيقة الأمر؟ بل من الواجب أن يطلبوا منهم أن يسارعوا لإصلاح ما تم تدميره بعيدا عن الدولة.
لأن المضار أولا وأخيرا المريض منهم الذى سيتوقف قلبه إذا لم تعاود حجرة القسطرة عملها فى معهد القلب لإنقاذه.
نواب الشعب المحترمون لا يحمى الأطباء والمستشفيات التى يعملون بها إلا وعى حقيقى، لحقيقة دورهم فى خدمة الناس، صورة واضحة للجهد الذى يبذلونه لخدمة المرضى فى ظروف أحيانا بالغة الصعوبة، حينما تتضح معالم الصورة يبدو جيدا فيها الصالح من الطالح.
غاب عن مسرح الأحداث النائب المحترم للدائرة التى يتبعها معهد القلب.. وكنت أتخيل أنه أول من سيأتى إلينا مسرعا لمعرفة حقيقة ما يجرى.. كنت أتخيل أيضا أن نائب منطقة روض الفرج ــ وأعذروا جهلى ــ هو الذى سيقدم الجناة بنفسه للعدالة، معلنًا أسفه العميق عما ارتكبه الهمج من ابناء،دائرته داعيا الجميع للتبرع لإعادة حجرة القسطرة إلى ما كانت عليه قبل العدوان!
الاستجواب يا سادة يجب أن يتوجه به نواب الشعب للشعب، إذا ما كان لهم أن يعلموا أن هذا هو دورهم الوطنى الذى من أجله كان المجلس.
نحن فى الانتظار.. بدأنا فى الإعداد لاستعادة حجرة قسطرة كهرباء القلب، والجميع مدعو للمساهمة فلا تترددوا.. إنه فرض عين على الشعب.. هذه المرة بعد أن أدت الدولة فرض الكفاية.