عجز أو تواطؤ - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 9:35 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

عجز أو تواطؤ

نشر فى : الأربعاء 12 يونيو 2013 - 8:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 12 يونيو 2013 - 8:55 ص

«ليس كل ما يعرف يُقال، وليس كل ما يقال يُصدق.. وليس كل ما يُصدق حقيقة».

 

هذا قول مأثور آخر من أقوال السيد الرئيس. ليس مقدورا لك أن تعرف أو تفهم شيئا مما يجرى، لأن الرئيس يسد أمامك كل منافذ المعرفة، فهو لن يقول لك كل شىء لأنه ليس كل ما يعرف يقال، وفى الوقت نفسه يدعوك ألا تصدق كل ما يقال، وإذا صدقت لا تفترض أن كل ما تصدقه حقيقة. لا تتعجب إنها إرادة الله.

 

غابت الدولة عن جنازة الضابط الشهيد محمد عبد العزيز «أبوشقرة» الذى قتله مسلحون فى سيناء، إلا من وزير الداخلية المرتبك الهارب العاجز عن احتواء غضب ضباطه أو حمايتهم. 

 

من قتل أبوشقرة؟

 

لا أحد يعرف بالتحديد أكثر من أنهم مسلحون فى سيناء. ما أكثر المسلحين فى سيناء. وما أكثر الجرائم التى ترتكب هناك ويبقى فاعلها مجهولا، أو معلوما للسلطة فقط. فلا تحرك القانون، ولا تترك القانون يتحرك.

 

أبوشقرة جرى انتدابه لمتابعة التحقيقات فى خطف الجنود السبعة، وفى اختفاء الضباط الثلاثة وأمين الشرطة. حتى تعرف من قتله لابد أن تعرف أولا من خطف الجنود السبعة ثم أخلى سبيلهم دون تفاوض كما تقول السلطة ودون قتال كما رأينا. وحتى تعرف من خطف الجنود السبعة فى العريش لابد أن تعرف من قتل الجنود الـ16 فى رفح، وأن تعرف من خطف الضباط خلال أحداث الثورة قبل عامين وأكثر.

 

الرئيس قال للأهرام إن إعلان هوية قاتلى الجنود فى رمضان الماضى «ضرره أكبر من منافعه». هل سمعت رئيس دولة قبل ذلك يقول كذلك، ألا ترى أن كل الحوادث التى تجرى فى سيناء لا تعرف مسار التحقيقات فيها، ولا هوية المجرمين ولا انتماءاتهم، كل القتل والخطف فى سيناء يقيد ضد مجهول، أو تتحرك فيه تحقيقات بطيئة يجرى تجميدها بفعل الوقت.

 

الرئيس الذى ناقش قضية تمس الأمن القومى ومياه النيل على الهواء مباشرة و«على عينك يا تاجر»، يرى أن الجرائم فى سيناء أهم والتكتم فيها واجب، وحرمان الرأى العام من حقه فى المعرفة جائز.

 

الرئيس يذهب إلى رفح، يتعهد بالثأر للجنود المغدورين وقيادة العمليات بنفسه. ثم تمر الأشهر وراء بعضها، ولا نعرف كيف راح هؤلاء وأين حقهم. الرئيس يستقبل الجنود العائدين من الخطف باحتفالات وطنية وكأنهم عائدون منتصرين من جبهة القتال ضد العدو. ولا أحد يعرف من خطفهم ولا من حررهم، ولا ما هى شروط هذا التحرير. الرئيس وجماعته وحزبه وإدارته ومندوبيه يغيبون عن جنازة الضابط الشهيد.

 

ربما كانت مخاوف أن يتعرض الرئيس لما تعرض له وزير الداخلية من هجوم بسبب الغضب والصدمة بين زملائه وأهله، لكن لم يكن لائقا أن تتجاهل الرئاسة الشهيد تماما.

 

أى خيط يربط كل الجرائم التى وقعت فى سيناء؟ ولماذا سيناء تحديدا التى لا تجد إجابة واحدة على علامات الاستفهام الكثيرة التى تحوطها؟ ولماذا تلومون من يروجون السيناريوهات إذا كنتم لا تقولون الحقيقة؟.

 

الأرجح أن قتلة الجنود أفلتوا من العقاب، فتشجع خاطفو الجنود ثم أفلتوا من العقاب، فاقتنع قتلة الضابط أنهم سيفلتون من العقاب.. سيناء واحة المجرمين، والدولة عاجزة أو متواطئة.. لا احتمال ثالث.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات