طب وبعدين، كده البلد راحت خلاص؟، أنا أول ما عينى وقعت ع المنظر قلبى انقبض، خلاص البلد راحت فى شربة ماية، البلد دى ما بقتش بتاعتنا، أنا رايح كندا، إيه القرف ده ؟، هى دى صور مصر اللى بيقدموها للعالم، خيمة ودقن وجلابية ؟، ده أسوأ يوم مر علىّ من أول الثورة ما بدأت، كده اللعب بأه ع المكشوف، كده جيم أوفر، كانت تلك مجموعة تعليقات من مجموعة من الشباب المصرى على موقعى (فيس بوك) و(تويتر) بخصوص يوم الجمعة 29 يوليو، أو ما أطلق عليها (جمعة الهوية )، أو (جمعة توحيد الصفوف) أو (غزوة الميدان).
أنا كمان الصورة بالنسبة لى ماكانتش مريحة، الميدان اللى امتلأ بأعضاء التيارات الإسلامية المختلفة كان شكله مختلفا تماما عن صورة الميدان اللى اجتمعت فيه كل التيارات السياسية الاجتماعية واتلون بكل ألوان المجتمع المصرى فى أيام الثورة الأولى لما الكل اجتمع على هدف واحد مع اختلاف انتماءات الجميع.
لكن مع ذلك تفهمت الحاجة ليوم زى ده بالنسبة للإسلاميين، أولا الميدان مفتوح للجميع ومن حق أى تيار إنه يعبر عن نفسه طالما بشكل سلمى خالى من العنف، ثانيا كان التجمع رد فعل طبيعى على حملة مريبة تم شنها فى الصحف وبرامج التوك شو بتتكلم عن مصاصى الدماء المنتمين للإخوان المسلمين، ومجموعات السلفيين اللى بيخرجوا بعد العشا وكل واحد جارر فى إيده سلعوتين وديناصور، وكأن كل ده بيحصل تحت شعار (فينك يا أمن الدولة، كنت لامم العالم دى).
حالة الذعر اللى بيتم رعايتها إعلاميا ومحاولة الإقصاء اللى شغالة من يوم تنحى مبارك كان لازم يكون لها رد فعل نحمد الله إنه كان رد فعل هادىء ومنظم، لكن حملات التخوين على الجانبين (خلينا نسميهم المحافظ والليبرالى) ما زالت مستمرة، والتساؤلات بين أعضاء الفريقين عن هوية مصر فى المرحلة القادمة ما بتنتهيش.
يا ترى هنتحول لأفغانستان وهيجلدوا اللى خالعة النقاب وهيمدوا غير الملتحى على رجليه ؟، يا ترى هننحدر أخلاقيا لحد السكارى ما هيملوا الشوارع وبيوت السوء هتبقى عند كل ناصية والبنات يدخلوا بأطفال الخطيئة على أهاليهم مرفوعين الراس؟، يا ترى هنمنع عمل المرأة ونوقف حركة الفن والأدب ؟ يا ترى هيتفتت المجتمع المصرى وهنودع كل قيمنا ونستورد قيما غربية فنتحول لمسوخ؟.
أعزائى المرعوبين، عزيزاتى المرعوبات، الإجابة على كل أسئلتكم اللى من النوعية دى هى ببساطة.. مصر، مصر اللى كانت دايما مطمعا للكثيرين، عدى عليها جيوش وغزاة واحتلال ومحاولات فرض السيطرة ومحاولات غزو ثقافى، لكن خرجت دايما مصر، يا دوب يتخدش سطحها الخارجى والخدش يتلم وترجع تانى زى ما كانت، إمتى مصر عمرها انحرفت بالشكل اللى انتو من الجهتين خايفين منه ؟، مصر طول عمرها وسطية، وهتفضل طول عمرها وسطية، مش بالدراع، بأهلها.
المصريين اللى بيتخانقوا خناقة المصيف كل سنة، واللى قلوبهم متعلقة بالحج وبالعمرة، اللى بدعوا أكل الدرة على الكورنيش، اللى بيصحوا بعض عشان يلحقوا الفجر حاضر، اللى بيحركوا رؤوسهم طربا مع أغانى ثومة وعبد الحليم، اللى بيرفعوا إيديهم بالدعاء بعد كل أذان، اللى بيزأططوا لما يتقال عليهم ولاد نكتة، اللى الأصول والواجب عندهم أشياء مافيش فيها نقاش، اللى سهل تحرك مشاعرهم وخصوصا فيما يخص الدين، بس صعب جدا تاكل بعقلهم حلاوة وتخلقلهم فزاعات وتسوقهم زى القطيع ( ولكم فى النظام السابق أسوة يا أولو الألباب).
باختصار كل مصرى جواه بوصلة حتى لو اتهيألك فى وقت إنها مالت للطريق الغلط، بترجع تعدل نفسها فى الاتجاه الصحيح ، فينا اللى فينا بس وقت الجد بناخد قرارات تخلينا مرفوعين الراس، مصر دى بلد النار بتنقيها ما بتحرقهاش، بتقويها ما بتضعفهاش، الصعوبات بتروح وتيجى والمطبات بتروح وتيجى ومصر دايما فى مكانها، أنا شخصيا مش قلقانة عليها، ما تخافوش وما تخوفوناش، ومهما كان السؤال الإجابة دايما إن مصر هتفضل مصر وبكره تشوفوا.. وكل سنة وانتو مصريين.