•• أصبح بايرن ميونيخ منافسا لبرشلونة فى تقديم متعة المشاهدة للجماهير، فالفريق الألمانى هو النسخة السريعة من الفريق الإسبانى.. أو هو نسخة محسنة تواكب عصر كرة القدم الجديد. ففى الوقت الراهن ومنذ تولى بيب جوارديولا المهمة يحتكر بايرن ميونيخ لقب الفريق الأكثر استحواذا على الكرة فى العالم. ويقدم بايرن أسلوبا مهجنا بالكرة الشاملة الهولندية، وهو أسلوب يقوم على تبادل المراكز أو على عدم التقيد بها، فيتحكم سير اللعب فى خطوط سير اللاعبين. وقد أضاف جوارديولا أسلوب تيكى تاكا الإسبانى الذى يعتمد على التمرير والاستحواذ ولكنه أضفى عليه القوة والسرعة الالمانية، فأنتج فريقا مميزا، يسأل جمهوره بكم هدف يفوز وليس هل يفوز؟
••كانت مهمة أرسنال صعبة بسبب الخسارة فى مباراة الذهاب بهدفين، ولم تفرز تغييرات أرسين فينجر الستة فى التشكيل نجاحا كبيرا.. وكانت سيطرة بايرن ميونيخ متوقعة.. من واقع نتائجه وعروضه على مدى العام فلم يخسر الفريق مباراة واحدة فى 48 لقاء على التوالى. وحقق فوزا كبيرا على فولسبورج السبت الماضى ( 6/1 ) وهو يسير نحو الاحتفاظ بلقبه كبطل للبوندزليجا.
••المشهد العام للمباراة كان ممتعا.. جمهور محتشد. غناء وموسيقى وطبول. ألوان مبهجة.. وكان أرسين فينجر محقا فى غضبه الشديد من اللص الهولندى أريين روبين المتخصص فى ستجداء ضربات جزاء لا يستحقها.. سجل شفاينشتايجر هدفا من تمريرة جميلة للفرنسى ريبيرى. لكن الفريق الإنجليزى استطاع أن يكسر سيطرة بايرن ميونيخ بهدف سجله بودولوسكى فهتف ضده جمهور بايرن.. واللافت أن أسوار المدرجات فى استاد أليانز أرينا خلف المرميين عالية ومحكمة وهذا موقع جماعات الألتراس الخاص ببايرن، وجماعات ألتراس الضيوف، بينما على جانبى الملعب الأسوار أقل ارتفاعا بكثير.. لعلها فكرة تستحق التأمل من جانب من بيده الأمر، إن كان لصاحب الأمر يد أصلا؟!
•••
••خارج الإطار : فى نهايات القرن التاسع عشر كانت مصر تحت حكم الخديوى عباس حلمى، وقد تعرضت البلاد عام 1882 للاحتلال الإنجليزى الذى بدأ بضرب الإسكندرية.. وخلال فترة حكم الخديوى الصغير الذى تولى المهمة وهو فى سن الثامنة عشرة تعرضت مصر لأزمات شديدة، شدت من عود الخديو، ومن تلك الأزمات أزمة فرمان التولية عندما حاول الباب العالى فى تركيا سلخ جزء من سيناء عن مصر وكذلك محاولة العثمانيين التدخل المستمر فى الشئون المصرية؟!
••الباب العالى كما جاء فى موسوعة ويكيبيديا (طوب كابى أو توبكابى سراى بالتركية) يقع فى إسطنبول وكان مركز الحكم فى الدولة العثمانية من عام 1465 إلى 1853 وبناه السلطان محمد الفاتح..
••لم أقتنع ابدا بأن التاريخ يكرر نفسه، فالتاريخ يظل تاريخا مضى بشخوصه وأحداثه وظروفه.. لكن يبدو أن الحاضر يولد من بطن التاريخ فعلا لأن ساكن الباب العالى فى تركيا الآن المسمى أردوغان يتدخل فى الشأن المصرى.. وهو يتندر على صور حكام تزين شوارع ومنشآت بلادهم بينما تزين صورة منشآت تركية ومنها استاد جلاطة سراى فى استنبول، وهى بحجم ضخم بارتفاع يقترب من 30 مترا وبجوار صورة ضخمة مماثلة لمصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.. منتهى التواضع الإنسانى من أردوغان.. لكن الأهم أن نظرة ساكن الباب العالى لمصر لم تتغير؟!