عدوى الكورونا بين التهويل والتهوين وتصفية الحسابات - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 8:43 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عدوى الكورونا بين التهويل والتهوين وتصفية الحسابات

نشر فى : الجمعة 13 مارس 2020 - 9:40 م | آخر تحديث : الجمعة 13 مارس 2020 - 9:40 م

فى النهاية أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدوى فيروس الكورونا المستجد قد بلغت مرحلة الجائحة.. أو الوباء الذى يجتاح العالم فيصل خطره الداهم ليشعل أنحاء الكرة الأرضية الأمر الذى يستدعى عملا جماعيا عالميا لمقاومته. طوفان من الأرقام والأخبار يجرفك أمامه كالسيل فلا وقت لديك للتفكير ولا رؤية تنتج لكنه تكوين رأى.
«استعدوا لفراق أحبتكم».. كان هذا خطاب رئيس وزراء بريطانيا العظمى لمواطنين متحدثا عن وضع البلاد الراهنة فى مواجهة تفشى عدوى الكورونا فى بلاده!!
الرئيس الأمريكى ترامب طلب من الشعب أن «يغسل أيديه» وأوقف الطيران من كل دول أوروبا عدا بريطانيا العظمى التى خرجت لتوها من الاتحاد الأوروبى وطبق حظر الدخول على القادمين ومواطنى كوريا الجنوبية والصين وبالطبع العرب، وظهر مبتهجا وإلى جواره وزير الصحة ليعلن عن اكتشاف اللقاح الواقى من الفيروس وأنهم سيبدءون فى توزيعه على الولايات! انتهى من تهديد السعودية وسرقة أموالها فى العلن وفكك أوصالها ودمر مجتمعاتها فى ذات الوقت الذى بدأ فيه بناء السور العازل بين أمريكا و«أوباش» المكسيك الذين يعبرون الحدود أملا فى «الجنة».
على الجانب الآخر من الكرة الأرضية ضربت الصين أروع مثل على الإطلاق فى حصار الوباء فى جهد كامل التوافق بين الحكومة والشعب حتى أعلن الرئيس الصينى «جين بينغ» من مدينة ووهان مركز تفشى المرض ذاتها أنهم نجحوا فى السيطرة عمليا على الفيروس، وأنه بدأت الخطوات الفعلية الأولى لإعادة الحياة الطبيعية لمقاطعة هوبى ومدينة ووهان مؤكدا أن أثر تفشى الفيروس على اقتصاد هوبى لن يستمر على المدى الطويل.
لم تتوقف الصين طويلا أمام علامات الاستفهام التى ظلت إلى الآن معلقة فوق رءوس المجتمعات الدولية إنما اندفعت مباشرة للعمل بضراوة تدافع عن أرواح مواطنيها فى المقام الأول حتى بدأ الأمر فى اتجاه الاستقرار لتبدأ فى الانتباه لحصر خسائر الاقتصاد الكارثية ومحاولة النهوض مرة أخرى لاستعارة ركائز اقتصادها.
حينما سيطرت الصين فعلا على الوضع المتردى كتب المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لى جيان يوم الخميس الماضى «أن الجيش الأمريكى ربما جلب الفيروس إلى مدينة ووهان» متى ظهر المرض فى الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكى الوباء إلى ووهان.. تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أمريكا مدينة لنا بتفسير.
هل بالفعل انقلب السحر على الساحر فتم تخليق الفيروس من فيروس مرض نقص المناعة وفيروس الكورونا فى معمل تابع للجيش الأمريكى فى ووهان وأنه خرج عن سيطرة صانعيه؟ هل ضرب اقتصاد الصين كان الهدف وأن الحرب بيولوجية؟ الإجابة صعبة وإن كانت هناك دلائل تشير إليها، يظل الأمر خطيرا للغاية لكان الأهم الآن أن نؤجل الإجابة ونبدأ العمل.
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدوى الكورونا وباء عالمى علينا مكافحته لكنها أيضا تركت القرارات التى يجب اتخاذها إلى المجتمعات الدولية والحكومات لتدير أزمتها بما تراه ملائما من قرارات فهل استعدت مصر؟
لهذا حديث قادم إن شاء الله يشاركنا فيه الأستاذ الدكتور على محمد زكى مكتشف فيروس كورونا والذى بدأت عدواه ٢٠١٢ فى المملكة العربية السعودية وتم توصيفه بعد ذلك باسم متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحادة وتلاها السارس فى آسيا.

التعليقات