أخطاء الحصان البرتقالى - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 9:45 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أخطاء الحصان البرتقالى

نشر فى : الأحد 13 مايو 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : الأحد 13 مايو 2012 - 8:35 ص

تبقى تداعيات المناظرة حاضرة، لن تستطيع أن تخرج من آثارها سريعا، خاصة إذا كنت من مؤيدى المرشحين اللذين تناظرا بشكل مباشر، لكن يبقى أولئك المرشحون الذين جلسوا أمام شاشة التليفزيون مثل اى مشاهد، هم أكثر من استفاد من هذه المناظرة، إما أنه وجد لديه فرصا جديدة لاستقطاب من خرج غير راضٍ عن الاثنين، وإما لأنه جرب فيهما هذا الشكل الجديد، فصارت لديه خبرة مشاهدة ربما تنفعه إن شارك فى هذا الفعل قريبا.

 

لكن اللافت أن كلا الحملتين الرئاسيتين تمسكتا بفرص النجاح، لم تمارس أى حملة نقدا ذاتيا لأداء مرشحها، خرجت البيانات من الجانبين تشيد بالأداء، ويعتبر كل منهما أنه ربح المنافسة، ولم توات أحد الشجاعة ليقول إنه أخطأ فى كذا أو لم يكن مخطئا فى كذا.

 

بالأمس حدثتك بانطباع أولى أن أبوالفتوح بدا أكثر صدقا وحماسا فيما بدا موسى أكثر خبرة ودراية، لكن بعد التدقيق ستكتشف أن أبوالفتوح لم يجتز اختبار الصدق بنجاح كما بدا لوهلة، فالنقاط التى ضربه بها غريمة «تحت الحزام» كانت قوية واضطرته ليراوغ ولا يتحدث بوضوح وصراحة جازمة، سأله عن موقفه من قضية حرية العقيدة، وقال له «قلت لمنى الشاذلى إنك لا تجد مشكلة فى أن يتحول مسلم إلى المسيحية أو مسيحى إلى الإسلام، ولا دخل لأحد فى ذلك» لكن أبو الفتوح أنكر أنه قال هذا الكلام نصا وتحدث عن أفكار عامة عن حرية العقيدة وعن استتابة المرتد حتى آخر العمر، لكن عودة مباشرة وليس فيها أى وجهات نظر لشريط الحلقة الأولى التى كان يقصدها موسى، تكتشف أن أبو الفتوح راوغ أو على الأقل نسى ما سبق وقاله لمنى الشاذلى، فيما كان موسى دقيقا فى اقتباسه، كذلك عندما قرأ عليه موسى من كتابه فقرات يعترف فيها أبو الفتوح بترويجه للعنف، ووجود ذلك فى تكوينه الفكرى المبدئى خلال الجامعة بل وممارسته، ورغم شجاعة أبو الفتوح أصلا فى الاعتراف بذلك فى كتابه، إلا أنه أنكر أن يكون قال ذلك ونسبه إلى متكلم آخر، وبمراجعة الكتاب الذى نشرته «الشروق» ثبت أن الحكى فيه على لسان أبو الفتوح كاملا.

 

كذلك اختبار اللياقة البدنية والذهنية، بنى أبوالفتوح خطابه على أن خصمه طاعن فى السن، لكن هذه السن لم تؤثر فى بقاء موسى خمس ساعات على الهواء دون كلل أو استراحة، كما بدت لياقته الذهنية والبدنية فى أوجها، وعلى العكس من ذلك كان أبو الفتوح ينسى الأسئلة وهو يتحدث، ويطلب من المقدمين اعادة تذكيره بالسؤال بعد نصف دقيقة فقط من بدء الإجابة عليه، وهى نقطة تصب فى صالح موسى، وتثبت أن الكفاءة الذهنية والبدنية ليست بالضرورة مرتبطة بسن، وليس بالضرورة أن الأصغر سنا هو الأكثر حيوية.

 

أيضا تركيز أبوالفتوح على الماضى انقلب عليه، حتى وهو يتحدث عن الجماعات التى مارست العنف وصنعت مراجعات شجاعة فيما بعد اعترفت فيها بأخطائها، هو يريد من المجتمع أن يغفر لمن قتل لأنه راجع أفكاره ودفع ثمنها، فى الوقت الذى شن هجوما حادا على عمرو موسى بسبب ماضيه مع النظام، وكأن المجتمع الذى سيقبل من مارس العنف من قبل، لا يستطيع أن يقبل من خدم الدولة فى وجود مبارك، وغادر نظامه قبل 10 سنوات من سقوطه دون أن يدان بفساد أو إفساد.

 

هذا فيما يخص أخطاء أبوالفتوح.. أما عمرو موسى فغدا.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات