(الصندوق) عنوان الحقيقة - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 11:33 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

(الصندوق) عنوان الحقيقة

نشر فى : الأربعاء 13 يوليه 2011 - 9:01 ص | آخر تحديث : الأربعاء 13 يوليه 2011 - 9:01 ص

 هل أنت ديمقراطى؟ قطعا ستقول نعم، لكن ما معنى ذلك ببساطة، معناه أن تكون مقتنعا وملتزما بأن صندوق الاقتراع «النزيه طبعا» لابد أن يكون الوسيلة الوحيدة للتغيير والتداول، ولم تقم الثورة فى مصر إلا بعد أن فقدت الأمل تماما فى هذا الصندوق النزيه، خصوصا بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى ضربت المسمار الأخير فى نعش النظام السابق وشرعيته.

الديمقراطية أيضا تلزمك أن تقبل بنتائجها حتى لو جاءت عكس إرادتك وقناعاتك، تعرف أن فى «أوروبا والدول المتقدمة» تقضى البروتوكولات السياسية أن يعترف أى خصم انتخابى بهزيمته بمجرد إعلان النتائج، وأن يهنئ الفائز، ويقر بوضعه المستجد والمترتب على نتيجة الانتخابات.

لكن ماذا تفعل كديمقراطى مؤمن بهذه الآلية وهذا المنهج فى الاختيار والفرز والتنافس، إذا جاءت نتائج انتخابات عكس إرادتك، دون أن يكون فيها شبهات تزوير وتجاوز، بمعنى أنها جاءت معبرة عن مزاج الناخبين فى تلك الفترة؟ لا شىء قطعا أمامك سوى أن تسعى لخوض اختبار انتخابى جديد وفق الآليات القانونية المتبعة فى هذا الأمر سواء كان يتعلق بتنافس سياسى أو نقابى، أو حتى صراع على رئاسة نادٍ.

لكن المقلق فعلا أنك تجد فى مجتمعنا إيمانا متزايدا بالديمقراطية، لكنه إيمان مرهون باستجابة هذه الآلية لإرادة ما، الكل يريد الديمقراطية ليمارسها وحده دون غيره، أو ليستأثر بنتائجها وحده دون غيره، ينطبق ذلك على أولئك الخائفين من الانتخابات «حتى لا يربحها الإخوان»، وكأنك من المفترض أن تنزل تنافسا مسبوقا بضمانات النتائج، قطعا أتفهم رغبة الأحزاب الجديدة فى الاستعداد، لكن الأحزاب القديمة التى تمتلك عمرا مساويا للإخوان ويزيد ما هو مبررها؟.

أضعك أمام مثال تطبيقى مباشر، حدث قبل يومين فى انتخابات نقابة السينمائيين التى فاز بها النقيب السابق مسعد فودة، وانتهت إلى تهديد عدد من السينمائيين بالاعتصام احتجاجا على النتيجة التى عادت بأحد «رجال النظام السابق وعملاء أمن الدولة والفلول» كما يقولون، كذلك هدد عدد من أعضاء المجلس بالاستقالة احتجاجا على نتائج لم يطعن عليها حسب معلوماتى.

كل ما تقرأه عن هذا الملف لا يقترب لنزاهة الانتخابات ولا يقدم ما يشير إلى تجاوز، وأنا شخصيا كنت أتمنى للسينمائيين نقيبا بوزن على بدرخان أو غيره من قامات السينما، ومتضامن مع موقف كل السينمائيين المعارضين لفودة، لكن فى النهاية هذه نتيجة انتخابات، فإما أن نثبت عدم نزاهتها، أو نقبلها، ونسعى لتغيير المزاج العام فى الجمعية العمومية، والفوز فى اختبار انتخابى جديد.. هذه هى الديمقراطية، والاعتراض على نتائج انتخابات «لم يثبت أى شك فيها» هو ضرب لفكرة الديمقراطية من أساسها.

نريد ديمقراطية للجميع، وصندوق اقتراع نزيها نحترم نتائجه حتى لو جاءت بـ«الفلول».. صندوق ما بعد الثورة المفترض أن يعكس إرادة الناس وليس الحاكم، والقبول بإرادة الناس حتى لو رأيت أنها أقل رشدا ونضجا، خير وأصلح.. أو فالثمن سيكون باهظا على الجميع..!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات