رمضان كريم. بلغنا رمضان لنقف على شفا حفرة من نار. الحر يحاصرنا، فشهر يوليو أكثر شهور السنة حرارة وأطولها نهارا. ساعات الصيام تتجاوز الست عشرة ساعة إذا احتملنا فيها الجوع فما بالنا بالعطش وقد جفت العروق من الظمأ؟ إذا تشبثنا بإيماننا وصبرنا على الجوع والظمأ فما حيلتنا فى مواجهة ذلك الكرب العظيم الذى لم تشهد البلاد له مثيلا فى تاريخها الحديث!
كيف لنا أن نصوم رمضان تحت وطأة كل تلك الضغوط المادية والمعنوية التى تزيد الصيام مشقة على مشقة؟ كيف لنا أن نصوم تحت وطأة الحرارة والخوف والفزع والحيرة والرعب من الآتى! انه بلا شك اختبار من نوع فريد لنا جميعا، صعب علينا جميعا رغم اختلاف القدرات والمقاصد.
هناك بعض النقاط التى أتمنى لو انتبهنا إليها فى صيامنا هذا العام. أعرف ان رسالتى على كل ما انتويته فيها من صدق تظل قاصرة، إذ إن ما نعيشه من كرب يفرض أحوالا صحية خاصة لكل منا تدخل فيها عوامل عصبية ونفسية.
● إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يجب أن تؤتى عزائمه: هل هناك معنى أسمى من ذلك القول. من كان له أن يفطر لمرض أو عدم قدرة يجب ألا يتردد، خاصة مرضى السكر والقلب والكلى، أيضا كبار السن. على من يقبل الرخصة أن يظهر العزم فى إطعام الفقير ومعاونة المحتاج ومحاولة إصلاح الحال حوله.
● يطيق الإنسان الجوع مهما امتدت ساعاته لكن الماء إذا انحسر فى الشرايين فإن لذلك أثرا يطال كل أعضاء الجسم بلا استثناء. الماء وحده هو ما يجب أن يعتمد عليه الإنسان، فالمشروبات والعصائر لها حساباتها وفقا لما تحتويه من مواد غذائية أو ملح وسكر. الماء يجب تناوله على فترات منتظمة بدءا من الإفطار للإمساك. الماء فى الخضراوات كالخس والخيار أيضا له ذات الفائدة إضافة للألبان التى قد تمنح إحساسا بالشبع فى مواجهة الجوع.
● التخلص من العادات القديمة أو التمسك بعادات جديدة أفضل الفرص له أوقات الضغوط العصبية. رب ضارة نافعة قد تكون أيام الصيام فى الحر وزمن الكرب فرصة حقيقية للتخلص من آفة التدخين أو لاكتساب عادات غذائية صحيحة ومهارات فى اختيار ألوان متوافقة من الطعام عظيمة الفائدة قليلة السعرات الحرارية أو للبدء فى برنامج رياضى يومى تدريجى يساهم فى مقاومة التوتر وينخفض بمؤشر ضغط الدم.
رمضان كريم، وأيام نسبح فيها بحمده، نرضى بقضائه، وندعو أن يرفع الله فيها عنا غضبه
ومقته.. آمين.