فى مطار وشوارع واشنطن - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 8:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى مطار وشوارع واشنطن

نشر فى : السبت 13 يوليه 2024 - 8:45 م | آخر تحديث : السبت 13 يوليه 2024 - 8:45 م

فى السادسة وخمس دقائق من صباح الأحد الماضى ٧ يوليو الحالى هبطت طائرة مصر للطيران فى مطار «دالاس» أو «واشنطن الدولى».
كنت موجودا على متن الرحلة المباشرة بين القاهرة وواشنطن، فى إطار مهمة صحفية لتغطية اجتماعات قمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو» التى انعقدت من ٩ - ١١ يوليو الحالى.
كانت هناك طائرة أخرى هبطت فى نفس التوقيت، وفى السادسة والربع دخل ركاب الطائرتين فى نفس التوقيت إلى موظفى وضباط الجوازات.
هناك ٥٠ شباكا للجوازات، لكن المفاجأة أنه لم يكن هناك إلا موظفان أو ضابطان اثنان، للتعامل مع كل هذا العدد الأكبر من الركاب، إضافة إلى موظف آخر للتعامل مع طواقم الطائرات وحاملى الجوازات الدبلوماسية فقط.
كنت مستغربا من عدم وجود عدد كاف من موظفى الجوازات، وكنت أعتقد أن هذا الأمر مقتصر فقط على مطارات العالم الثالث. ورغم وجود خدمة لحاملى الجوازات الأمريكية وهى الدخول أونلاين من دون الحاجة للوقوف أمام موظف الجوازات، فإن عدد من كان يحمل هذا التطبيق كان قليلا جدا. وبالتالى فإن زمن وقوفى فى مطار دالاس وصل إلى ساعة كاملة. وهو أمر لم يحدث معى فى مطار القاهرة والعديد من المطارات العربية إلا نادرا.
خرجت من المطار وركبت تاكسى ليقلنى إلى الفندق، الأحد إجازة اسبوعية والشوارع مفتوحة ولا يوجد زحام.
التاكسى قطع المسافة فى نصف ساعة تقريبا للوصول إلى الفندق الموجود فى «واشنطن دى سى» وهو قريب من منطقة حيوية جدا على بعد دقائق قليلة مشيا على الأقدام من البيت الأبيض والكونجرس وصندوق النقد والبنك الدوليين وصحيفة الواشنطن بوست والعديد من المؤسسات والفنادق الكبرى. عداد التاكسى أشار إلى أن الأجرة ٦٧ دولارا، والسائق الباكستانى المهذب اقترح علىّ أن أضيف ثلاثة دولارات بقشيشا ليكتب لى فى الإيصال أن الأجرة ٧٠ دولارا فوافقت خجلا.
وبالطبع لم أستطع منع نفسى من حساب الأجرة بالجنيه المصرى فهى تساوى تقريبا ٣٣٠٠ جنيه.
وحينما حكيت هذا الأمر لصديق مصرى مقيم فى واشنطن قال لى إن الأجرة كان يمكن أن تكون أكبر لو كان يوم عمل عاديا والمرور مزدحما.
فى اليوم الأول للوصول حاولت والصديق الإعلامى نشأت الديهى الوصول للبيت الأبيض القريب للفندق الذى ننزل به لكن كان قد تم إغلاق الشوارع المحيطة به، وكان مسموحا فقط التقاط الصور التذكارية من مسافة بعيدة نسبيا تتيح لك رؤية المسلة المصرية الشهيرة الموجودة فى الحديقة الشاسعة المجاورة للبيت الأبيض وكذلك الشارع الممتد من البيت الأبيض حتى مقر الكونجرس.
غالبية الشوارع والمحلات والمقاهى المحيطة بمقر انعقاد القمة كانت مغلقة حرفيا، كما أن بعض قطارات المترو لم تكن تتوقف فى المحطات القريبة من مقر انعقاد القمة.
فى يوم افتتاح القمة أى ٩ يوليو كان أفضل قرار اتخذته وبعض زملائى الصحفيين العرب أننا قررنا السير للمركز الصحفى للقمة مشيا على الأقدام، فالمسافة تبلغ بالسيارة أقل من ٣ دقائق، ومشيا حوالى ١٢ دقيقة، حرفيا المرور كان شبه مشلول فى الشوارع المحيطة بالقمة وصلنا إلى المكان وتم تفتيشنا بدقة خصوصا لحاملى الكاميرات، لكن للموضوعية التفتيش كان سريعا والموظفون مبتسمين.
فى اليوم الأول وصلنا مقر القمة بسهولة مشيا على الأقدام، لكن فى اليومين الثانى والثالث كانت الإجراءات قد أصبحت مشددة، ورغم أننا نحمل بادجات تفيد أننا صحفيون ومراسلون، لكن اضطررنا للسير فى شوارع جانبية كثيرة حتى يمكننا الدخول للمركز الإعلامى لمتابعة فعاليات القمة، وهكذا فإن المسافة التى قطعناها فى عشر دقائق فى اليوم الأول وصلت إلى أكثر من٤٠ دقيقة فى اليومين الثانى والثالث.
سألت بعض الزملاء فقالوا إن تحركات الرئيس الأمريكى جو بايدن تكون مشددة بصورة شبه دائمة، لكن أيضا فهناك ٣٢ رئيسا ورئيس حكومة أعضاء فى الحلف، إضافة إلى ضيوف شرف كثيرين من قادة وكبار المسئولين كانوا موجودين، وهو ما يفسر تشديد الإجراءات.
أكتب الكلمات السابقة، ليس للإساءة إلى النظام الأمريكى أو للإيحاء بأن ما يحدث عندنا يحدث عندهم، لكن فقط للإيضاح بأن هذه الإجراءات تتكرر فى بلدان كبيرة، وقد عايشتها بنفسى خلال تغطية قمة الناتو السابقة التى انعقدت فى فيلينوس عاصمة ليتوانيا خصوصا أثناء تحركات الرئيس الأمريكى.
ورغم التشديد والإغلاقات فى شوارع واشنطن فإن معاملة مسئولى الأمن كانت شديدة الرقى والمهنية والأهم أن هناك العديد من البدائل فى شوارع العاصمة، وبالتالى فإن المعاناة لم تكن شديدة.
هذا ما رأيته بنفسى فى واشنطن، وبالتالى سوف أتريث كثيرا قبل انتقاد أى مشاهد مماثلة فى أى عاصمة عربية أو إفريقية!
لكن الموضوعية تقتضى القول أنه بجانب هذه الانتقادات غير الجوهرية فإن هناك العديد من مظاهر التقدم والتفوق الامريكى فى مجالات متنوعة من أول الحريات إلى التكنولوجيا إلى الجامعات والفنون والآداب وهو موضوع يحتاج مقالات كثيرة كى نوفيه حقه.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي