سلامة الغذاء فى بر مصر - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 1:11 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سلامة الغذاء فى بر مصر

نشر فى : الإثنين 13 أغسطس 2012 - 9:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 13 أغسطس 2012 - 9:35 ص

تلقيت مكالمة هاتفية من أسرة صغيرة «زوج وزوجة» قد تبدو فى ظاهرها شكوى خاصة لكنى أراها بلاغا لكل أصحاب الشأن الصحى فى مصر خاصة فيما يتعلق بسلامة الغذاء.

 

كانت الأسرة الصغيرة تحتفل بمناسبة عائلية دعت لها جمع من الأهل والأصدقاء. اختاروا أن يجتمع المدعون على شواء يعدونه بأنفسهم.

 

فكان أن وقع اختيارهم على أحد أكثر المحال شهرة رغم ارتفاع ثمن كل منتجاته بلا استثناء مقارنة بنفس المنتجات التى تباع فى محال أخرى معروفة. الفارق الجوهرى هو الأناقة المفرطة التى تتسم بها تلك السلسلة محدودة المنافذ فى القاهرة والجيزة فى عرض منتجاتها سواء المحلية أو المستوردة وتغليفها وشياكة العاملين بها.

 

تتميز أيضا تلك الشركة بقدرتها على استيراد أنواع نادرة من الجبن والسمك المدخن إلى جانب مجموعة متميزة من التوابل والصلصات الآسيوية والأفريقية والأوروبية التى لا يعرفها بيننا إلا «الذواقة» أو من تعددت تجارب سفرهم إلى الخارج.

 

استعدت تلك الأسرة لحفلها بشراء ثلاثين عبوة من أقراص الهامبورجر المجمدة تحتوى كل عبوة على قرصين والتى تعدى ثمنها سبعمائة وخمسين جنيها. احتفظت الأسرة بالأكياس فى الفريزر لأربعة ساعات بدأوا بعدها فى عملية الشواء التى تصاعدت رائحتها الشهية قبل أن يقبل عليها الضيوف بشغف. لم يستغرق الأمر ساعات حتى بدأت أعراض التسمم الغذائى بدرجات متفاوتة تظهر على الجميع.

 

منهم من قضى أسبوعا كاملا فى الفراش بين قىء وإسهال ومنهم أيضا أصحاب الدعوة الزوج والزوجة الحامل للمرة الأولى فى شهرها السادس. كان أن بحثت السيدة العاملة للمساعدة بالمنزل فى الباقى من الهامبورجر الذى احتفظوا به فى الثلاجة لتفاجأ بوجود ديدان فى لحم الهامبورجر المفروم.

 

اتصل الزوج بالمحل الشهير طالبا التحقيق فى الأمر فأرسلو له أحد عمال المحل الذين يتولون توصيل الطلبات للتحقيق وطلب الباقى من الهامبورجر. طلب الزوج أن يتحدث لمدير المكان فاعتذروا بأنه على التليفون فى مكالمة طويلة وانقطعت كل الاتصالات الممكنة بجميع الوسائل ومنها الرسائل الالكترونية التى تجاهلوها تماما!

 

كان من الطبيعى أن أشارك محدثى مشاعر الدهشة والغضب لكن كل ما أملك كان رقم حماية المستهلك التليفونى ووعدته بأن أثير الأمر فى صفحتنها علنا بالفعل نجد رد فعل يناسب هذا القدر من الجشع ومحاولة الكسب على حساب مواصفات رديئة مغلفة بأوراق السيلوفان قد تودى بحياة من تستوقفهم تلك النظافة الظاهرية والأناقة فى عرضها.

 

لدى اسم المحل وعنوانه وتاريخ الشراء ووسائل الاتصال بالأسرة التى مازالت تعانى من آثار تذكار سيئ وهدية فاسدة تلقتها من محل خاص بالذواقة.. فهل يفتح هذا الحادث ملف سلامة الغذاء فى مصر؟

 

 

التعليقات