من أخطاء موسى - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 9:35 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

من أخطاء موسى

نشر فى : الإثنين 14 مايو 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 14 مايو 2012 - 8:35 ص

لا يمكن أن تنظر لأداء عمرو موسى فى المناظرة التى جمعته بأبى الفتوح دون أن ترصد خطأ أساسيا، له علاقة بالإيحاء، هى مسألة غير ممسوكة بقدر ما هى محسوسة، وهى أن موسى حاول أن يظهر أمام الناس بوصفه رئيس فعلى وليس مرشحا رئاسيا، ورغم الثقة والخبرة التى كانت ظاهرة فى أدائه، إلا أن بعضا من العجرفة وحركة اليدين، وربما الشعارات العامة فى بعض القضايا، جعلت البعض ينظر للشاشة فيرى مبارك، أو مبارك محسن يناظر أبوالفتوح، هذا كما قلت لك مجرد إحساس، لكن ما يتجاوز الإحساس بكثير، هو إنجراره إلى الوقوع فى خطأ إهانة الماضى، ظل أبوالفتوح يلح على أن موسى من رموز النظام السابق، وجاء رد موسى وكأنه يريد نفى المؤكد، وكان يمكن له وهو ليس لديه ما يخسره، فلا أصوات تأتيه من كتلة الثورة، ولا من الكتلة الأساسية للإسلاميين، أن يبقى مخلصا لمن أخلص فى تأييده ويعلن فخره بانتمائه للدولة، كما أعلن أبوالفتوح فخره بالجماعة الإسلامية التى كان أحد بناتها على حد تعبيره.

 

فى هذا المجال كان يمكن لموسى أن يدفع السؤال لأبوالفتوح بأن يقول له ما الفارق بينى وبين المشير طنطاوى أو كمال الجنزورى أو غيرهما ممن خدموا الدولة فى عهد مبارك؟ كان يستطيع أن يتشبث بقانون العزل، ويزعم أنه بحكم القانون الذى أصدره «برلمان الثورة» ذو الأغلبية الإسلامية، فهو ليس «فلول» وإلا لكان شمله القانون، كان يستطيع أن يقول لأبوالفتوح مثلما لا تتحمل أنت أى أخطاء لجماعة الإخوان المسلمين منذ غادرتها، فلا أتحمل أنا أى أخطاء للنظام منذ خرجت منه قبل عشر سنوات، وعندما طرح عليه إعلانه أنه سينتخب مبارك ولن يترشح ضده، لم يكن كافيا أن يقول موسى أنه كان يفضل الأب على الابن، لكنه كان يجب أن يقول الحقيقة أن مبارك كان من الصعب منافسته، وإذا وجد لديه حرجا فى هذا المناخ الملتبس، كان من السهل أن يقول لأبى الفتوح، إنه فعلا رغب فى عدم الترشح ضد مبارك، مثلما كانت جماعة الإخوان فى ظل وجوده فى قيادتها لا ترشح أحدا ضد رموز النظام السابق، ولم يسبق لها أن نافست كمال الشاذلى أو زكريا عزمى أو أحمد عز، أو الوزراء النواب، باعتبارهم «رموزا للوطن» حسب تعبير محمد مرسى فى ذلك الوقت، أو يستشهد بحوار مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة والذى قطع فيه بتأييد مبارك فى الانتخابات، أو ذلك الحوار الذى كشف فيه عاكف عن الصفقة مع أمن الدولة فى انتخابات برلمان 2005، والتى كانت فى وجود أبوالفتوح داخل الجماعة.

 

بدا موسى خجلا من ماضيه وهذه خطيئة كبرى، وغدر واضح بمؤيديه الذين يعتبرون ماضيه هذا هو أهم نقطة ارتكاز حسمت خياراتهم نحوه فى إطار بحثهم عن «رجل دولة مجرب».

 

كذلك لم يكن من اللائق أن يتحدث موسى عن الثورة فيخرج أبوالفتوح الذى كان من أوائل الملتحقين بها من هذا الوصف، ويضع نفسه وكأنه كان قائدا لها، ليس شرطا أن تدعى أنك كنت ثوريا، يكفيك أن تكون «متعاطفا» أما تلبيس الحقائق، ففيه قدر فج من تلبيس الحقائق، وقدر كبير من الكذب «الفاجر» أيضا، فالتنافس لا يعنى إجحاف تاريخ بات مسجلا بالصوت والصورة.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات