ذهبية واحدة لا تستر - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذهبية واحدة لا تستر

نشر فى : الأربعاء 14 أغسطس 2024 - 8:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 14 أغسطس 2024 - 8:55 م

لا يجب أن يحجب بريق الميدالية الذهبية التى حققها البطل المصرى المبدع أحمد الجندى فى الأمتار الأخيرة من دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، ولا الميدالية الفضية التى حققتها البطلة سارة سمير، ولا حتى برونزية محمد السيد حقيقة المشاركة المصرية المخجلة فى هذا العرس الرياضى الأكبر على مستوى العالم.

فالبعثة الأولمبية الأكبر فى تاريخ البلاد بما ضمته من 148 رياضيا وعشرات الإداريين والمرافقين لم تحقق ما حققته بعثات العديد من الدول التى لم ترسل إلا من له حظ فى الفوز بميدالية أو على الأقل فى المنافسة القوية و«التمثيل المشرف» الذى اخترعناه ثم لم نعد حتى قادرين على تحقيقه. فقد جاءت بعثة مصر فى المركز 18 كأكبر البعثات المشاركة فى أولمبياد باريس من حيث عدد الرياضيين، لكنها احتلت المركز 52 فى الترتيب العام من حيث حصيلتها من الميداليات، ولولا ميدالية أحمد الجندى الذهبية فى الأمتار الأخيرة من الدورة، لكنا فى المركز 74 على أفضل تقدير.

فى المقابل وجدنا دولا أغنى منا وأخرى أفقر منا ترسل بعثات محدودة العدد عظيمة القدرة، فتحقق ما فشل فى تحقيقه العشرات من رياضيينا وضمنت هذه الدولة مكانا أفضل كثيرا فى الترتيب العام.

فدولة مثل الفلبين أرسلت 22 لاعبا حصلوا لها على ميداليتين ذهبيتين ومثلهما برونزيتان احتلت بها المركز 37، وقبلها جاءت البحرين الشقيقة فى المركز 33 بميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية وأخرى برونزية من خلال بعثة لم تضم سوى 14 رياضيا. وأرسلت إثيوبيا 33 رياضيا حصلت بهم على 4 ميداليات واحدة ذهبية وثلاث فضيات.

كما أرسلت بوتسوانا 14 رياضيا لكى تحصل على ميداليتين ذهبية وفضية. أما إيران التى أرسلت 41 رياضيا فحصلت على 12 ميدالية منها 3 ذهبيات و6 فضيات و3 برونزيات احتلت بها المركز الحادى والعشرين فى الترتيب العام للأولمبياد.

والأمثلة على ما يمكن أن نسميه «المشاركة الفعالة» التى تعنى إرسال أقل عدد من الرياضيين وبالتالى بأقل تكلفة ممكنة لتحقيق أفضل النتائج الممكنة والفوز بأكثر عدد من الميداليات كثيرة للغاية، بدءا من بليز التى أرسلت رياضيا واحدا وأندورا التى أرسلت رياضيين اثنين وحتى الولايات المتحدة صاحبة البعثة الأكبر فى الدورة وضمت 592 رياضيا استطاعت بهم تحقيق المركز الأول فى الترتيب العام بالحصول على 126 ميدالية منها 40 ذهبية و44 فضية و42 برونزية.

علينا أن نستفيد من تجربة «أكبر بعثة أولمبية فى تاريخ مصر» وفشلها الكبير، ويجب علينا التخلى عن حالة الهوس بأفعل التفضيل التى يتبارى المسئولون فى استخدامها فيتحدثون عن «الأكبر» أو «الأطول« أو «الأوسع» أو «الأضخم» دون النظر إلى جدوى هذا الأكبر وفائدة هذا الأعلى وقيمة هذا الأضخم.

وبدلا من ذلك يجب التركيز على الأجدى والأنفع، فنركز فى الرياضة على الألعاب التى نمتلك فيها ميزة نسبية مثل الخماسى الحديث ورفع الأثقال والمصارعة والتايكوندو والشيش وكرة اليد مثلا ونوفر للاعبيها كل ما يلزم لتحقيق أفضل النتائج، فنضمن التواجد القوى والفوز بالميداليات الذهبية التى يرتفع لها علمنا ويعزف معها سلامنا الوطنى. وعلينا أن نتوقف عن إرسال رياضيين لا يملكون أدنى فرصة للمشاركة المشرفة وليس للمنافسة الحقيقية.

فهناك فارق بين من يأتى فى المركز الأخير بفارق بسيط عن المتصدر أو حتى عمن يسبقه فى الترتيب وبين من يأتى فى المركز الأخير وكان خارج المنافسة من بدايتها. وفارق بين لاعب خرج من الأدوار النهائية بعد أداء جيد ونتائج مشرفة وآخر خرج ولم يشعر به أحد.

فما حدث فى مشاركتنا الأولمبية يحتاج إلى وقفة ومحاسبة ومراجعة دقيقة بعد هذا الفشل الكبير، يؤكد أن العديد من المسئولين تعاملوا مع الدورة والمشاركة المصرية فيها باعتبارها رحلة مدرسية للترفيه أو سبوبة للحصول على البدلات دون أدنى دراسة لتحقيق نتائج تليق ببعثة كانت فى المركز 18 كأكبر بعثة فى الدورة. فلا يجب السماح لذهبية الجندى وفضية سارة وبرونزية السيد بستر خطايا المشاركة المصرية فى باريس 2024 ولا التستر عليها لتمر دون حساب.

التعليقات