سعدت بمشاهدة حلقتين على قناتى الحياة ودريم مع مجموعة من شباب مصر (تحت سن 18 عاما) الذين شاركوا فى مسابقة عربية يتنافسون فيها كمخترعين صغار. وكان حضور الدكتور عصام شريف رئيس مجلس إدارة الجمعية مهما ومفيدا فى توضيح دور الجمعيات الأهلية فى فتح مجالات وآفاق أوسع لشبابنا الذين ربما ما كانت المؤسسات التعليمية الرسمية لتقدمها لهم.
ولكن كلام الشباب فيه الكثير مما يستحق التأمل. أولا: هم جميعا أشاروا إلى دور التعليم والتدريب الموازى خارج المدرسة سواء فى جمعيات لرعاية الموهوبين بما أوضح أهمية الجانب المؤسسى فى رعاية هذه العقول.
ولهذا لم تكن مصادفة أن معظم من تمت استضافتهم كانوا من شباب الإسكندرية وربما هذه شهادة نجاح لمشروع مكتبة الإسكندرية لرعاية الموهوبين. وهذا منطقى، حيث توجد الرعاية تظهر المواهب.
ثانيا: أشار معظم الشباب إلى الدور الذى لعبه المشرفون على مشروعاتهم. ولكن المفاجأة السارة أن من أشرف على مشاريع تفوق هؤلاء الشباب هم أصلا طلاب فى كليات الهندسة. أى نبهاء الطلاب الكبار يشرفون على مشاريع نبهاء الطلاب الصغار.
وهى رسالة مهمة نحن بحاجة إليها وهى فكرة خلق جماعات بحثية جادة يكون لها رأس وشركاء وممولون.
وهنا تأتى قضية التمويل كواحدة من التحديات الأساسية فى مجتمع لم يزل يرى أن التبرع لبناء مسجد أو كنيسة أو دار أيتام له أولوية مطلقة على حساب التبرع لتمويل جمعيات ترعى الموهوبين.
ثالثا: أشار الشباب كذلك إلى المرونة التى تعاملت بها إدارات مدارسهم كى توفر لهم الوقت اللازم للبحث والسفر للخارج للمنافسة.
وهذا أمر لا بد أن يحمد فى هذه الإدارات أن تعين شبابنا على أن يكونوا أفضل منا.
رابعا: اختيار الشباب لمجالات بحثهم يؤكد أنهم عقول مصرية تعمل فى خدمة قضايا الوطن. ولكن هذا القليل من شباب الموهوبين يحتاج أن يزيد.
ولو أردنا بهم وبأنفسنا خيرا لقام أثرياء الوطن بعمل وقف بحثى توضع له قواعد واضحة فى تمويل مشروعات بحثية تهدف إلى حل مشاكل يواجهها المجتمع المصرى مثل مسابقة بحثية تهدف إلى علاج مشاكل مثل نظافة شوارع مصر وتدوير المخلفات والاستفادة من الطاقة الشمسية بشكل أفضل.
خامسا: كل الشكر لعقول مصر المبدعة الذين شكلوا خيال هؤلاء الشباب مثل الدكاترة زويل والباز والسيد وحجى وغيرهم من العقول المبدعة داخل مصر وخارجها، لأنه لولا نجاح هؤلاء لما كانت أحلام أولئك.