سقوط مدرسة حسام وإبراهيم ومرتضى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:37 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سقوط مدرسة حسام وإبراهيم ومرتضى

نشر فى : الجمعة 15 أبريل 2011 - 9:49 ص | آخر تحديث : الجمعة 15 أبريل 2011 - 9:49 ص
هل إبراهيم وحسام حسن متهمان أم بريئان فى حادثة موقعة أو مهزلة استاد القاهرة قبل حوالى أسبوعين؟!.

السؤال سواء كان مهما أو لا، ستحسمه تحقيقات النيابة فى القريب العاجل، لكن ما نحن بحاجة إليه الآن هو أن نصرخ بأعلى الأصوات مطالبين بضرورة التخلص من ظاهرة حسام وإبراهيم ومرتضى منصور وكل ما يشبههم فى المجتمع المصرى.

المسألة بالنسبة لى ليست شخصية، لأننى لا أعرفهم، كما أنها ليست متعلقة بالكرة أو الميول الرياضية، لأننى أيضا زملكاوى عتيد، وكنت أعتقد ــ وثبت أننى مخطئ ــ أن أسلوب حسام حسن وإدارة الزمالك ناجح لأنه تمكن من إخراج الفريق الكروى من كبوته العام الماضى.

ظاهرة حسام وإبراهيم خصوصا الأخير استفحلت فى المجتمع المصرى مؤخرا، وبدأت تتفشى فى قطاعات عريضة، الجانب الجوهرى فيها هو أنه كلما صرخت وشتمت وضربت واستخدمت كل ما لا صلة له بالقانون أو المنطق يمكنك أن تنجح، والأخطر أن الناس قد تحترمك.

هذه الظاهرة انتقلت من الرياضة إلى السياسة أو ربما العكس، وكنا نرى نوابا ووزراء فى مجلس الشعب يستخدمون أيديهم للضرب أو ألسنتهم للسب، أكثر من استخدام عقولهم للإقناع، ووصل الأمر إلى حد استخدام الأحذية فى حسم الخلافات السياسية بالبرلمان.

مرة أخرى لا أتحدث عن الأشخاص، بل عن الظاهرة، وللأسف الشديد اعتقدت ــ مخطئا أيضا ــ أن المستشار مرتضى منصور، كان قادرا على إخراج الزمالك من أزمته عندما تم انتخابه رئيسا للنادى، ثم ثبت أن الصوت العالى والصراخ وكل ما لا صلة له بالعقل، لن يصمد طويلا، حتى لو أحبه «جمهور الترسو». الآن هو محبوس بتهمة التحريض على موقعة الجمل وسقط فيها بنفس سلاحه ضد خصومه: السيديهات المسجلة.

ولا أعرف كيف لم نكتشف مبكرا وبوضوح أن النظام المخلوع كان يشجع كل أصحاب الأصوات العالية، بل ربما كان يفتعل المعارك الجانبية والشخصية، بين بعض رموزه، كى «يغلوش» على القضايا الجادة.

عشنا عهدا كئيبا طويلا كان مليئا بأمثال إبراهيم وحسام ومرتضى بأسماء مختلفة.

وربما الآن فقط نكتشف أنه ليس غريبا أن كل الأصوات الزاعقة راهنت على النظام القديم وساندته بكل ما تملك، ليس فقط بين السياسيين والإعلاميين ولكن بين اللاعبين والفنانين أيضا.

الآن سقط هذا العهد، لكن بعض رموزه لم تسقط، يتشبثون بأى «خشبة» أملا فى عدم الغرق، لا نتمنى لهم الشر، لكن نريدهم أن يأخذوا ركنا قصيا ويبتعدوا عن صدارة المشهد لأن الجماهير لم تعد تريدهم.

كما أنه لا يمكن لهذه النماذج أن تواصل العمل بنفس المنطق السابق، ووجودهم خطر على أى محاولة إصلاح وتغيير، ليس فقط لأنهم حاربوا الثورة ولكن لأنهم لا يملكون غير الصراخ والحنجرة.

نريد رموزا تعتمد المنطق والحجة والإقناع. إذا كنا نهاجم ضباطا لأنهم كانوا يعذبون المواطنين بمنطق الاستسهال، فإننا نرفض أيضا مدرب كرة أو رئيس ناد كل مؤهلاتهما أنهما يشتمان اللاعبين وكل من يختلف معهما بأمهاتهم وبألفاظ سوقية بدلا من تقديم خطة كروية مدروسة.

يفترض أن نودع نظرية إلقاء أى هزيمة فى مباراة للكرة أو مشروع للاقتصاد أو فكرة فى السياسة على الحكم والمؤامرة.. يفترض أيضا أن نتوقف عن شتم وضرب الحكام والتعامل بالعضلات بديلا للعقل.

نتمنى من الزمالك وكل مصر إغلاق مدرسة إبراهيم وحسام حسن ومرتضى وفتح مدرسة للفن والهندسة والبناء بالعقل والتخطيط والأدب.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي