أنواع «التيكى تاكا»..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:56 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنواع «التيكى تاكا»..!

نشر فى : الثلاثاء 15 يونيو 2021 - 9:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 15 يونيو 2021 - 9:55 م
** جلس لويس إنريكى فوق صندوق يحفظ الماء المثلج، وهو يرى منتخب بلاده الذى يقوده يسيطر ويمتلك الكرة بنسبة 85% مقابل 15 % للسويد، وشاهد إنريكى فريقه يمارس «لعبة تيكى تاكا». ويمرر الكرة ويتبادلها اللاعبون 918 مرة، وفى النهاية كادت إسبانيا تخسر المباراة أمام منتخب السويد الذى دافع تماما، ولعب على الكرات الطويلة. وأهدر ماركوس بيرج فرصة لفريقه لتسجيل هدف التقدم، بعدما تلقى كرة عرضية من ألكساندر إيزاك.. فهل انتهى زمن تيكى تاكا؟
** قال لويس إنريكى: «خطتنا هى امتلاك الكرة لخلق الفرص والسيطرة على اللعب والضغط فى ملعب الخصم».. وكان ذلك صحيحا بالطبع كما شاهدنا، ففى غضون عشر دقائق، لعبت إسبانيا مائة تمريرة. وفى غضون عشرين كانت مائتين
ولكن الفرص تضيع، والسيطرة تبدو جوفاء. ونتذكر أن إسبانيا فى كأس العالم بروسيا 2018 كانت تتبادل الكرة الف مرة، ومع ذلك خرجت بخفى حنين. وكان المنتخب الإسبانى سيطر على الكرة الأوروبية والعالمية عبر أسلوب التيكى تاكا وفاز بكأس أوروبا فى عامى 2008 و2012 وبكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.. لكن الطرق الدفاعية، ومهارات اللاعبين المنافسين وقوتهم البدنية، وقوة التحمل، ومعدلات الجرى العالية جدا، أحبطت الأسلوب الإسبانى الشهير، وهو ما حدث فى كأس العالم 2014 فى البرازيل، حين لعبت إيطاليا بخمسة مدافعين، وبشكل منظم أمام إسبانيا، ونجحت فيما نجح فيه منتخبا هولندا وتشيلى ليخرج الإسبان من البطولة. وفى كأس أوروبا 2016 تجلت اللياقة والسرعات والقوة البدنية فى الأداء وباتت مهارات مهمة لمواجهة السيطرة والاستحواذ، وبعد مباراة امتدت 128 دقيقة بين فرنسا والبرتغال، كان الفرنسيون قد قطعوا مسافة قدرها 138 كيلومترا مقابل 7ر143 كيلومترا للاعبى المنتخب البرتغالى..
** كانت تيكى تاكا إسبانيا أمام السويد بطيئة ومملة، واللاعبون يهدرون الفرص السهلة جدا، وكان هدفا واحدا يمكن أن يفسد الأسلوب الدفاعى السويدى، لكن فى الوقت نفسه عندما يهدر لاعب دولى فى هذا المستوى فرصة تهديف سهلة فهذا نقص مهارة. أيا كانت طبيعة تلك المهارة، سواء دقة وقوة وثقة أو توتر وخوف وعدم قدرة على التركيز أمام مرمى المنافس. وفى المقابل لعبت إيطاليا فى المباراة الافتتاحية بكأس أوروبا الحالية بالسيطرة والتمرير وبأسلوب يقترب من تيكى تاكا لكنه يعتمد على مهارات عالية فرديا، وعلى سرعات فى الجرى وفى التصرف فى الكرة. وهو ما أسفر عن تحطيم الجدار التركى. والأمر نفسه جربه المنتخب الألمانى فى بطولتى كأس العالم 2010 و2014، ولم يفز بالأولى ثم أحرز الثانية بالتيكى تاكا الألمانية التى يحكمها القوة البدنية والسرعة وتبادل المراكز واختصار زمن الهجمة.
** اختصارا هناك مهارات متطورة فى كرة القدم. وهناك تيكى تاكا بطيئة، وتيكى تاكا سريعة، وتيكى تاكا مجرد رسم للهجمات، وتيكى تاكا عملية تختصر المسافات والزمن بإيجابية التمرير إلى الأمام والعمق.. ربما يكون ذلك صحيحا أو تفسيرا مقبولا..!
** قبل مباراة ألمانيا وفرنسا توقع فيل يدعى ياشودا، ويقيم فى حديقة حيوان مدينة هامبورج الألمانية فوز المنتخب الفرنسى على نظيره الألمانى، وشأن توقعات سابقة لحيوانات أخرى، أصبح خبر ياشودا خبرا طريفا يستحق أن يلف الكوكب. تماما كما حدث مع نجوم من الحيوانات السابقين أمثال الأخطبوط بول، والقط أخيل، والفيل نيل، والنسر أتيلا والجمل شاهين، والسلحفاة كابيساو والدولفين يا يا، والباندا لين بينج.. ولا أدرى لماذا لا يستعين أحد بحمار يشارك فى التوقعات؟!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.