إفطار رمضانى فى وزارة الخارجية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:35 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إفطار رمضانى فى وزارة الخارجية

نشر فى : الأربعاء 15 يوليه 2015 - 11:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 15 يوليه 2015 - 11:55 ص

وزير الخارجية النشيط جدا السفير سامح شكرى أقام مأدبة إفطار رمضانى مساء أمس الأول الاثنين لرؤساء تحرير الصحف المصرية وبعض كبار الكتاب والإعلاميين.

المكان كان الدور الـ٣٤ فى مبنى الوزارة على كورنيش النيل، المنظر يبدو ساحرا وأنت تنظر من هذا الارتفاع لتشاهد النيل وبرج القاهرة وبعض البنايات الكبيرة، لكن أيضا آلاف المبانى القديمة والعشوائية.

عندما انتهى الإفطار تحدث الوزير لدقائق قليلة ثم فتح الباب للأسئلة والتعليقات.

الوزير قال إن هناك صحافة أجنبية صارت متخصصة فى الهجوم على مصر، ضاربا المثل بصحيفة الواشنطن بوست التى قال إنها تتعامل مع مصر وكأنها ولاية أمريكية، وتصر على ترديد وجهة نظر ثابتة لا تتغير ولا تريد أن تسمع وجهة نظرنا، فى حين أنها تفرد مساحات واسعة لأصوات متطرفة.

الوزير قال أيضا إن بعض المنظمات الحقوقية تردد بلا كلل أو ملل أن هناك أربعين ألف سجين فى مصر، ومن كثرة ترديد هذ الكذبة التى يقولها البعض فى الداخل أيضا، صار كثيرون يتعاملون معها باعتبارها حقيقة.

عندما جاء دورى فى الحديث قلت للوزير: «ولماذا لا تعلنون أنتم كحكومة الأرقام الرسمية والحقيقية للمقبوض عليهم، بحيث لا يضطر أحد إلى الاجتهاد أو التكهن أو التدليس والغش؟!» قلت للوزير إنه من دون معلومات حقيقية وواضحة وصادقة فنحن من يشجع أى وسائل إعلام أجنبية أو إقليمية أو محلية على الكذب، وبالتالى علينا أن نلوم أنفسنا قبل أن نلوم الآخرين.الوزير رد بقوله ان هناك لقاءات مستمرة بين وزارتى الخارجية والداخلية للوصول إلى المعلومات الصحيحة فيما يتعلق بكل الملفات ونطلع الإعلام الأجنبى عليها لكن بعضهم يصر على ترديد الأكاذيب.

الموضوع الذى استحوذ على الوقت الأكبر من النقاش كان عن العلاقات المصرية السعودية، وكان واضحا تأكيد الوزير على أن العلاقات طيبة جدا، وأنه يستغرب إصرار البعض على وجود خلافات بين البلدين.

الكاتب الكبير عبدالله السناوى ناقش الوزير مطولا فى العلاقات المصرية الإيرانية، وهل استعدت مصر لليوم التالى بعد الاتفاق النووى بين إيران والغرب؟.

والكاتب الكبير الدكتور أسامة الغزالى حرب طالب الوزير بعمل كتاب أبيض يخاطب العالم ويركز على دور جماعة الإخوان فى الإرهاب.

الدكتور والباحث المرموق ضياء رشوان قال إن لديه معلومات محددة تؤكد عدم صحة معظم ما يتردد من تكهنات عن تقارب سعودى مع الإخوان، مشيرا إلى أن الصورة مغايرة تماما.

شيخ الصحفيين مكرم محمد أحمد طالب بأن تذهب مصر إلى الجامعة العربية لاستصدار قرار بأن جماعة الإخوان إرهابية، ورد الوزير بأن ذلك ينبغى أن يخضع لدراسة متأنية.

الدكتور عمرو الشوبكى تحدث أيضا عن ضرورة وجود موقف مصرى عروبى رائد ومتقدم، لا يتصادم مع السعودية، ولا يتجاهل بقية العرب ويعيد لمصر دورها الطبيعى فى المنطقة.

سألت الوزير حول وجود دور لبعض القوى الكبرى فى دعم الجماعات الإرهابية بسيناء كما يتردد فى بعض التسريبات الإعلامية، فجاءت إجابة شكرى شديدة الدبلوماسية، بأن الوزارة تطرح كل المعلومات والشكوك المتوافرة لديها على هذه الدول، لكنه نفى تماما أى دور لقوات حفظ السلام فى سيناء فى دعم الإرهابيين.

اللقاء استمر ساعتين تقريبا وتحدث فيه الجميع تقريبا، طرحوا كل الأسئلة وتلقوا بعض الإجابات.
الإجماع الأساسى فى هذه الليلة كان حول الدور المهم الذى لعبه الدكتور بدر عبدالعاطى المتحدث باسم الخارجية والذى يتهيأ ويستعد لتسلم منصبه الجديد سفيرا فى ألمانيا.

الكل أجمع على أن عبدالعاطى بذل جهدا هائلا ولعب دورا بارزا فى تقريب المسافة بين الوزارة والإعلام، وصار صديقا للجميع، وقد تحدث عنه الوزير بصورة طيبة للغاية.

وفى النهاية تمنى الجميع التوفيق للسفير أحمد محمود أبوزيد المتحدث الرسمى الجديد باسم الخارجية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي