حبة دواء - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:00 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حبة دواء

نشر فى : الإثنين 15 يوليه 2024 - 7:15 م | آخر تحديث : الإثنين 15 يوليه 2024 - 7:15 م

يتنقل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بين صيدلية وأخرى، وقد يقضون نهارًا كاملًا وجزءًا من الليل فى البحث عن دواء لم يعد العثور عليه أمرًا هينًا.. تلوح للصيدلانى بالوصفة الطبية أو العلبة الفارغة التى تحمل اسم الدواء فيبادرك بابتسمة خفيفة، وحركة من رأسه، باتت أشبه بكلمة السر، للإعلان عن نقص الدواء المطلوب، فلم يعد الصيدلانى لديه الرغبة حتى فى الكلام، ويكتفى بالابتسام، فى التعبير عن نقص العديد من الأدوية.

ومن خلال تجارب شخصية خضتها بنفسى، وأخرى قام بها عدد من المعارف والزملاء، لم يعد خافيًا على أحد أن أدوية عدة غير متوافرة. البعض يرجع الأمر إلى نقص فى الإنتاج المحلى لتلك الأدوية فى ظل نقص المادة الخام التى يتم استرادها من الخارج، مع ربط الأمر بشكل مباشر بارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه.

وقد يعيد البعض، فى القطاع الصيدلى، الرسمى والخاص، المشكلة إلى تمسك عدد من الأطباء باسماء تجارية معينة لدى كتابة الوصفات الطبية، وغالبًا ما تكون هذه الأدوية مستوردة ، فيما تشير أصوات أخرى بأصابع الإتهام إلى تعمد بعض الصيدليات إخفاء الأنواع الأكثر طلبًا من الأدوية، لرفع أسعارها.

تتعدد الأسباب لكن المشكلة تظل قائمة، وقبل أيام بشرنا المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة الدكتور حسام عبدالغفار، بأن هناك انفراجة على الطريق فى سبيلها أن تنهى النقص الفادح فى بعض الأدوية الخاصة باصحاب الأمراض المزمنة، الذين يعانون الأمرين، بلا حول ولا قوة منهم غير اللف والدوران على الصيدليات من أجل اقتناص حبة دواء تقيهم شر المرض.

المتحدث الرسمى وطبقًا لتصريحاته للزميلة منى زيدان، مسئولة ملف الصحة فى «الشروق»، يتوقع انتهاء معاناة أصحاب الأمرض المزمنة فى الأسابيع المقبلة، قائلًا: إن سوق الدواء فى مصر تحتاج إلى «شهرين تقريبًا» حتى تعود الأمور إلى طبيعتها عقب زيادة أسعار الأدوية أخيرًا.

الدكتور حسام عبدالغفار، وأنا أتابع تصريحاته باهتمام فى الشهور الأخيرة، لديه عبارة شبه ثابته يقول فيها: «إن هناك بدائل مصرية لجميع الأدوية المستوردة، فيما عدا أدوية الأمراض السرطانية وهذه الأدوية يتم توفيرها من قبل الوزارة»، غير أننى وعقب كل تصريح ألف وأدور على العديد من الصيدليات فى محيط عملى، أو سكنى، وأطالب من بعض الزملاء قاطنى الأمكان المختلفة من القاهرة والجيزة البحث عن هذا البديل وعادة يكون الرد: الدواء «ناقص»! وفى تصريحاته لـ«الشروق» أيضًا قال متحدث وزارة الصحة، إنه يمكن لكل مريض مراجعة الطبيب المعالج لكتابة دواء مصرى متوافر فى السوق، لأن الأسماء التجارية ليست هى الأساس فى الدواء، وإنما المادة الفعالة، والمادة الفعالة موجودة فى منتجات محلية الصنع.

الأسبوع الماضى توجهت إلى أحد كبار الأطباء المتخصصين فى أمراض القلب والأوعية الدموية بسؤال عن بديل محلى لدواء بعينه، لكنه نفى وجود هذا البديل، مؤكدًا أن المشكلة، طبقًا لمعلوماته، تكمن فى نقص المادة الخام التى يصنع منها الدواء البديل محليًا. الطبيب الكبير لم يكن يهمه الاسم التجارى لأى دواء ما دام يعالج ذات المرض، لكنه قال، إن الفترة الأخيرة شهدت شحًا ونقصًا فى عدد كبير من أدوية أمراض القلب والشرايين وما يرتبط بهما من أمراض مزمنة أخرى، مثل ضغط الدم والسكر والكبد.

لسنا فى جدل مع المتحدث باسم وزارة الصحة حول وجود بدائل الأدوية من عدمه، غير أننا سنضع تصريحاته عن انتهاء الأزمة نصب أعيننا، وسوف نلهج خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بالدعاء من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها إلى سوق الدواء «خلال شهرين»، كما قال الدكتور حسام عبدالغفار، وحتى ينتهى تردد المرضى على الصيدليات فى رحلة الشقاء بحثًا عن حبة الدواء.

التعليقات