أوكرانيا .. قتال أمريكى أوروبى - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 25 فبراير 2025 7:30 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أوكرانيا .. قتال أمريكى أوروبى

نشر فى : الإثنين 17 فبراير 2025 - 7:55 م | آخر تحديث : الإثنين 17 فبراير 2025 - 7:55 م

يتسع الشرخ الأوروبى الأمريكى بشأن الحرب الأوكرانية الروسية يوما وراء الآخر، فى ظل تقارب واشنطن وموسكو والتحضيرات الجارية حاليا للقاء الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين فى السعودية، ما يزيد من العصبية فى القارة العجوز التى اعتبرت واحدةٌ من مسئوليها الكبار أن الولايات المتحدة «تحاول افتعال قتال» مع أوروبا.

 

وعلى وقع  أول اتصال مباشر بين ترامب وبوتين، الذى استغرق أكثر من ساعة، ينتظر أن تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء مباحثات بين وزير الخارجية الأمريكى، ماركو روبيو ونظيره الروسى، سيرجى لافروف، ومسئولين آخرين رفيعى المستوى من الطرفين تحضيرا للقمة المرتقبة بين زعيمى البلدين، لبحث إنهاء الحرب الأوكرانية وفق وعود ترامب.
هذا التقارب الروسى الأمريكى  يعتبر الأوروبيون أنه سيكون على حساب أمن قارتهم، وسط مخاوف من أن يواجهوا فى النهاية الدب الروسى مكتوفى الأيدى إذا ما تراجعت مظلة الحماية الأمريكية العسكرية لبلدانهم، ما دفع رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إلى التلويح، بـ«نشر قوات بريطانية على الأرض فى أوكرانيا إذا لزم الأمر»، داعيًا الأوروبيين لبذل جهود أكبر لتلبية متطلبات أمنهم، ورفع إنفاقهم الدفاعى والاضطلاع بدور أكبر فى حلف «الناتو».
تلويحات ستارمر ربما تكون تعبيرا عن خيبة أمل أوروبية واسعة من انحسار الدعم الأمريكى للحرب فى أوكرانيا منذ عودة  ترامب إلى البيت الأبيض وتصريحاته عن أن أوكرانيا قد تصبح روسية يوما ما.
ولفهم  أكبر للمخاوف الأوروبية من أى انحسار عسكرى أمريكى من المشهد الأوروبى، تشير التقارير إلى انتشار نحو 100 ألف جندى أمريكى فى أوروبا، ويتركز أكثر من 65 ألفاً منهم بشكل دائم فى القارة، بينما البقية موظفون متناوبون وضمن تعزيزات، وقد ارتفع عدد هؤلاء بنحو 20 ألف جندى بعد الغزو الروسى لأوكرانيا، فى فبراير 2022، وفق وزارة الدفاع الأمريكية.
 وبالعودة إلى التباعد الأوروبى الأمريكى فى الملف الأوكرانى فقد بدا أكثر وضوحا خلال مؤتمر ميونخ للأمن الذى عقد قبل أيام، حيث وبخ نائب الرئيس الأمريكى جيه دى فانس زعماء أوروبيين، بشأن مجموعة حرية التعبير، والأمن، والهجرة غير الشرعية.
 دى فانس قلل من شأن التهديد الروسى قائلا: «التهديد الذى يقلقنى أكثر من أى شىء آخر يتعلق بأوروبا، ليس روسيا أو الصين أو أى طرف خارجي.. ما يقلقنى هو التهديد من الداخل المتمثل فى تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، والقيم المشتركة مع الولايات المتحدة».
فى المقابل قال الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير: «إن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها وجهة نظر عالمية مختلفة تماما عن وجهة نظرنا، وهى لا تحترم القواعد الراسخة والشراكة والثقة المتنامية». 
ثم توالت الكلمات المنتقدة لموقف الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، فحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من أن «السلام الزائف فوق رءوس الأوكرانيين والأوروبيين لن يكسب شيئا» فى إشارة على ما يبدو للمباحثات الأمريكية الروسية بشأن إنهاء الحرب فى أوكرانيا، محذرة من إجراء محادثات سلام لا تشمل الأوكرانيين والأوروبيين.
بدورها علقت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كايا كالاس على حديث نائب الرئيس الأمريكى قائلة: «عند الاستماع إلى هذا الخطاب، (تشعر وكأن الولايات المتحدة) تحاول افتعال قتال معنا ونحن لا نريد أى قتال مع أصدقائنا» داعية إلى تركيز الحلفاء «على التهديدات الأكبر مثل عدوان روسيا على أوكرانيا».
القلق الأوروبى من التقارب الأمريكى الروسى ربما يكون أضعافا مضاعفة لدى الرئيس الأوكرانى  فولوديمير زيلينسكى الذى حذر ترامب من «تصديق بوتين» فى حديثه عن عملية السلام، وسط مخاوف من انقسام أوروبى ــ أوروبى بشان استمرار الدعم العسكرى والمالى لكييف.
سحابة الإحباط الأوروبى ربما تمطر المزيد من التباعد بين واشنطن والعواصم الأوروبية، ما يجعل أوكرانيا أكثر الخاسرين، فلا حلف «ناتو» سيكون بوسعها الانضمام إليه، ولا دعم عسكريا أمريكيا سيكون فى متناول يدها، كما كان فى عهد جو بايدن، فقد جاء ترامب لقلب المعادلات والموازين.

التعليقات