ثورة محمد محمود الثانية - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 22 فبراير 2025 7:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ثورة محمد محمود الثانية

نشر فى : الخميس 15 نوفمبر 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 15 نوفمبر 2012 - 8:00 ص

تعلم جيدا أن الاعتداء الغاشم من قبل الأمن المركزى والشرطة العسكرية كان الشرارة التى فجرت ثورة محمد محمود الأولى فى مثل هذا الوقت من العام الماضى.. لكن هل تعلم أن العدوان على المصابين لا يزال مستمرا وبشكل أكثر بشاعة؟

 

الدكتورة وفاء خليفة حاصلة على ثلاث دكتوراه، أولها فى علوم البحار من جامعة سانتياجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية عام ١٩٩٠، تعيش الآن فوق كرسى متحرك بعد إصابتها بقنبلتين فى العمود الفقرى أثناء أحداث محمد محمود الأولى، ومطرودة من جنة قصر العينى الفرنساوى الآن بعد الاشتباكات التي جرت بين أفراد الآمن وهيئة التمريض من جانب، والمصابين من جانب آخر ليلة عيد الأضحى الماضى.

 

المطلوب من الدكتورة وفاء لكى تعود إلى القصر وتستكمل علاجها أن تعتذر «مثل الكلبة بنص عبارات الإدارة» وتتنازل عن البلاغات التى تقدمت بها ضد من اعتدوا ليها.

 

تقول الدكتورة وفاء إنها أصيبت فى عمودها الفقرى بقنبلتين وتلقت بعض العلاج فى مستشفيى كوبرى القبة والحلمية العسكريين فاكتشف الأطباء إصابتها أيضا بتليف فى الرئة ولابد من إجراء جراحة بالعمود الفقرى، حيث أدخلت قصر العينى الفرنساوى وأجريت لها الجراحة على يد الدكتور أحمد زعتر، وبعدها ضهر ماس فى العمود الفقرى حيث تبين أنه حدث تباعد بين الفقرات نتيجة الإصابة بالقنابل وجف السائل الغضروفى، ثم اكتشف الأطباء قبل ثلاثة أشهر إصابتها بسرطان بمكان الجراحة فى مراحله الأولى.

 

وتكمل حكايتها بأن استشارى أورام قام بفحصها فقرر خضوعها لاثنتى عشرة جلسة إشعاع ذرى وستة أشهر من العلاج الكيماوى.

 

وبدأت فى تلقى العلاج بالقصر الفرنساوى صابرة على الألم والمضايقات والإهانات حتى قررت الإضراب عن الطعام والعلاج يوم ٢٤ سبتمبر الماضى حين تكرر تعرضها للسرقات وكانت آخرها سرقة عبوات دواء العلاج الكيماوى التى يصل ثمن العلبة الواحدة منها إلى أربعة آلاف وخمسمائة جنيه كانت تشتريها على نفقتها الخاصة. وقبل ذلك كانت قد اشتكت لإدارة المستشفى أكثر من مرة فاضطرت إلى إبلاغ النيابة التى حضرت وأخذت أقوالها.

 

حتى كانت واقعة ليلة عيد الأضحى والتى بدأت أحداثها بأن أهل الخير قرروا إقامة حفل تكريم لمصابى الثورة يوم ٢٣ أكتوبر الماضى بالحديقة الدولية، ونظرا لأن اثنين من المصابين كانا فى حالة لا تسمح لهما بالذهاب، أحدهما مصاب بقطع فى النخاع الشوكى وفى حالة شلل نصفى تام، والآخر مصاب برصاصتين فى الظهر، قرر الداعون للحفل تأجيله بضعة أيام.

 

وفى اليوم المحدد توجه الشابان لقسم التمريض للحصول على تصريح بالخروج فوقع اشتباك وتبادل للشتائم فتم استدعاء الأمن لهما، وبدأت معركة تكسرت فيها عظام المصابين، كان نصيب الدكتورة وفاء منها كسرا آخر بالفقرة التاسعة، وتجريدها من ملابسها ونقودها، ولم ينقذها من الهلاك سوى تدخل ضابط شرطة عسكرية و بعض الجنود.

 

وتوجهت وفاء إلى مستشفى المنيرة للحصول على تقرير طبى بحالتها، فتقرر تحويلها إلى مستشفى الحسين الجامعى فقرر الأطباء إعادتها لاستشارى الجراحة بقصر العيني لأنها بحاجة لعملية عاجلة بالفقرة المكسورة.

 

وحين عادت كان الرد: أن تذهب مثل الكلبة للتنازل عن المحاضر والبلاغات وبعدها يفكروا فى إدخالها لاستكمال العلاج أم لا، ومنذ ذلك الوقت وهى مطرودة تعيش فى إحدى لوكاندات ميدان التحرير.

 

بقى أن تعرف أن الدكتورة وفاء ابنة ضابط اتصال الشهيد البطل الفريق عبدالمنعم رياض. وقد عرضت القصة كما سمعتها منها، ما رأيكم دام فضلكم ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى ملحمة محمد محمود دفاعا عن شهداء ومصابى الثورة؟

وائل قنديل كاتب صحفي