منذ أن أعلنت من ألمانيا عام 1920 أولى بوادر عملية تشير إلى خطورة التدخين على حياة الإنسان فى إشارة إلى أنه يسبب سرطان الرئة والحرب عليه معلنة لكن أعداد المدخنين وإن انحسرت إلا أنها مازالت تؤكد أن للتدخين عشاقا لن يتحولوا عنه.
لم يتوقف الحد عند الإشارة والتنبيه والتحذير بل تخطاه إلى القوانين التى لجأت إليها دول كثيرة لمحاصرة المدخنين بحظر التدخين فى أماكن عامة كالمستشفيات والمطارات والمواصلات العامة لحماية من يتأثرون بالتدخين السلبى أو من يستنشقونه قهرا من جراء تدخين الآخرين.
لكن فيما يبدو أن العلم يحاول أيضا معاونة أولئك الذين لا يملكون إرادة الكف عن التدخين فقد عرضت هذا الأسبوع دراسة علمية من جامعة كورنيل (Cornell University) على الدورية العلمية المرئية:
(Journal of visualzed Experiment Jove) تستهدف الحد من مصادر الخطر فى السيجارة على مدخنيها.
السيجارة الجديدة الذى استحدثها فريق من الباحثين يساندهم د. بوريس دزكلوفكس (Dr. Boris Dzilkovski) تحتوى على فلتر خاص يضم بذور العنب وصبغ الليكوبين الموجود فى الخضراوات والفواكة الملونة. تعد بذور العنب والليكوبين من مضادات الأكسدة الطبيعية قوية التأثير فى مواجهة الشوارد الحرة المعروفة بأثرها المدمر على الخلايا وضلوعها فى نشاط الخلايا السرطانية.
ليست تلك هى المحاولة الأولى التى يتبناها العلم لإنتاج سيجارة أقل ضررا إذ إنه قد سبق تصنيع سيجارة يحتوى فلترها على مادة الهيمجلوبين (التى تحمل الأكسجين فى خلايا الدم الحمراء) مع ذرات من الكربون النشط وأعلن عن أنها قادرة على التقليل من خطر الشوارد الحرة فى التبغ عند احتراقه بنسبة قد تصل إلى 90٪ لكن ارتفاع تكلفتها كان وراء عدم خروجها للنور.
هل الحل بالفعل فى إنتاج سيجارة أقل ضررا أم أنه من الأفضل مواصلة الجهود العالمية للقضاء على التدخين؟
حجة المدخنين أنه نوع من الإدمان الذى لا يمكن مقاومة طغيانه لكن الواقع أنه إدمان يمكن التخلص منه بوسائل متعددة لكنها كلها تبدأ وتنتهى برغبة أكيدة للمدخن فى الخلاص من إسار التدخين.