**«لا يوجد دليل واحد يقول أن الأهلى تعاقد مع الإسماعيلى على انتقال عمر الساعى مقابل 50 مليون جنيه لحرمان الزمالك من الفوز باللاعب». تذكرت هذا التصريح من الكابتن محسن عبد المسيح ، عندما لعب الساعى لدقائق أمام الجونة، وأثبت أن الأهلى يحتاجه، فهو لاعب سريع وموهوب، ويملك شجاعة. وقد لعب بضع دقائق، وهنا تتكرر الدهشة، فكيف يتعاقد ناد مع لاعب ثم يدفع به إلى دكة الاحتياطى لفترة طويلة، فماهو الهدف من التعاقد، وهو ما أظن أنه شغل بال الكابتن محسن عبد المسيح ودفعه إلى تصريح يضفى - دون قصد -المزيد من الاحتقان بين جماهير الأهلى والزمالك والإسماعيلى. ولا أعرف ماذا نفعل كى نلفت نظر كل مسئول فى موقعه وكل من يتصدى لمخاطبة الرأى العام إلى التفكير فى الكلام قبل النطق به حرصا على عدم إشعال مناخ كرة القدم والرياضة المشتعل أصلا على مواقع التواصل الاجتماعى؟!
** فيما يتعلق بالأرقام التى ترفع لاعبا وتهبط بلاعب أؤكد دائما أن الأرقام مهمة ولها دلالات. لكن هناك ما هو أهم لتقييم لاعب فنيا، ومن ذلك مهارة التمرير وصناعة الفرص والأهداف للفريق. وهناك فارق بين لاعب يمرر الكرة مائة مرة إلى أقرب زميل أو عرضيا بلافائدة ، وبين لاعب يمرر الكرة إلى الأمام ويفعل ذلك بشجاعة المغامرة والرؤية الفنية المميزة، وتلك التمريرة ولو كانت واحدة، فإنها تساوى مائة بلافائدة. «وهناك تمريرة إلى الماضى»، أى ترسل لزميل خلفه، فيهدر وقتا طويلا للسيطرة على الكرة، و«هناك تمريرة إلى المستقبل» ويكفيها لمسة كى تكون هدفا. ومن ذلك على سبيل المثال تمريرة كريم الدبيس إلى إمام عاشور فى مباراة الجونة والتى سجل منها إمام الهدف الثانى، وبقدر ما يحسب لإمام أنه كان فى المكان السليم، وفقا لدوره التكتيكى كرأس حربة ثان، فإن تمريرة الدبيس هى الهدف. والأمر نفسه فعله شيكابالا فى تمريرته إلى زيزو وكانت بينية وذهبت أمام زيزو ليسجل منها هدف الفريق الثالث فى مرمى بلاك بولز.
** لكن الأرقام لها وجه آخر بالنسبة للأندية. وهو الوجه المالى والاستثمارى والاقتصادى، وهناك توجهات عالمية للأندية تتعلق بتخطى حدود الدولة إلى القارة والإقليم سعيا وراء مزيد من الشعبية، وبالتالى الرعاية من جانب الشركات. وقد اتجهت أندية أوروبية إلى تضخيم حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى. وقبل سنوات بدأت أندية إنجليزية وإسبانية وإيطالية فى القيام برحلات ودية إلى شرق آسيا وإلى أمريكا الشمالية، وبعضها أطلق حسابات باللغة الصينية جلبا للمزيد من المتابعين، وتتصاعد الشعبية لفريق بالتعاقد مع نجوم لهم جماهيرية جارفة سواء على المستوى العالمى أو الإقليمى، كما فعل إنتر ميامى الأمريكى مع ميسى، وكما يبحث الأمر بشأن نيمار لاعب الهلال السعودى الذى لم يلعب سوى دقائق بسبب الإصابات.
** فى حالة تعاقد مانشستر سيتى مع مرموش سيكون ذلك إنتاجا لملايين المتابعين لحسابات السيتى على مواقع التواصل من جانب مشجعين مصريين وعرب. تماما كما حققت حسابات النصر السعودى زيادات مدهشة فى حسابات النادى بعد التعاقد مع كرستيانو رونالدو. وأظن أن ذلك من أهداف الهلال أيضا فى حالة التعاقد مع محمد صلاح، ويمضى ذلك وفقا لمشروع متكامل يتعلق بتأثير الرياضة والفنون والثقافة على الاقتصاد غير المباشر وعلى السياحة كاقتصاد مباشر. وانظروا إلى دول الخليج التى باتت تبث دعوات للزيارة والترفيه فى سياق تنمية موارد الدولة.. إنه سباق عالمى تستخدم فيه الدول ما تملكه لبناء اقتصاد المستقبل المتنوع بين الرياضة والفنون والثقافة والسياحة وغيرها من مجالات..
** الرياضة أسرع مشاريع تنمية اقتصاد المستقبل.