تتواتر فى الأجواء أخبار لا نعرف مدى صحتها وهل هى حقيقية أم مبالغ فيها وعلى سبيل المثال وليس الحصر يقال إن عدد المعتقلين أحد عشر ألفا وفى رواية أخرى من فم الدكتور أبوالفتوح المرشح السابق للرئاسة أنهم اثنان وعشرون ألفا وهذا مسجل يوم إعلانه أنه لن يترشح مجددا للرئاسة ثم يظهر بعض اللواءات السابقون من الداخلية ينفون ذلك تماما مؤكدين أنه لا يوجد معتقلون فى مصر بل مسجونون على ذمة قضايا وأن لكل منهم ملفا بينما يقول الناشطون فى حقوق الإنسان إن هناك قبضا عشوائيا وتعذيبا فى السجون الفلانية والعلانية وإلى آخره. فى هذه الأجواء المشحونة تذهب الحقيقة أدراج الرياح وتترك الشعب خاصة الشباب فريسة لللشائعات والادعاءات والاتهامات المتبادلة بالتوازى بدأ العد التنازلى عن المرشحين المزمعين أن يرشحوا أنفسهم للانتخابات الرئاسية، وفى هذا الجو المتوتر ظهر منافقو كل زمان كما ظهر المهرولون نحو مُخلِّص يطبلون ويزمرون ويهتفون إليه ويضعون الشعب من جديد أمام الـ«لا اختيار»إما فلان أو الجماعة الإرهابية، وللأسف يشترك الإعلاميون بحسن أو بسوء نية فى هذه المتاجرة بعواطف شعبنا الطيب وهذا فى حد ذاته هو إرهاب معنوى وهذا ما يجعل الشباب يعارض بطريقته فلا يذهب للاستفتاءات وربما لن يذهب إلى الانتخابات وإن ذهب سيعطى صوته للشخص الخطأ عندا فى هذا الضغط.
لذا التحذير هنا واجب فالشعب يريد تحولا ديمقراطيا حقيقيا ودولة مدنية حقيقية لا دينية ولا عسكرية ويريد تطبيق مواد الدستور الذى استفتى عليه الشعب لا يريد اعتقالات ومعتقلين واتهامات متبادلة بين الداخلية تارة والنيابة تارة أخرى والمدافعون عن حقوق الإنسان تارة ثالثة، فالشعب يريد أن يرى برامج متنوعة لمرشحين متنوعين حتى يستطيع أن يختار فيما بينهم وسيبحث الشعب فى البرنامج عن من سيحقق الحرية والكرامة للمصريين بدءًا من السجون ومواقع الاحتجاز ومن سيعمل بحق لتحقيق العدالة الإجتماعية وعدم التمييز بين أبناء الشعب، كما سينظر الشعب مَنْ مِنَ المرشحين سيضع جدولا زمنيا لتحقيق الإصلاح التشريعى وتحويل الخطط الاقتصادية لواقع ملموس يغير من حياتهم ويعمل على رفع شأن التعليم المتدهور والصحة المعتلة إلى آخره من مشكلاتنا المعروفه.
مرحبا بمرشحين كُثر وبرامج متنوعة حتى يختار الشعب فيما بينها اختيارا حرا غير مضغوط عليه من بعض وسائل الإعلام التى للأسف تروج الشائعات ولا تتحرى الدقة، فالمنافسة ليست منافسة على سلطة أو قوة أو امتيازات بل هى منافسة على «خدمة مصر وشعب مصر» بكل إخلاص وتجرد.