إنفانتينو.. معلم يخلف معلم! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:11 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنفانتينو.. معلم يخلف معلم!

نشر فى : السبت 16 مارس 2019 - 10:50 م | آخر تحديث : السبت 16 مارس 2019 - 10:50 م

** هذا مشروع إنفانتينو رئيس الفيفا. أتحدث عن بطولة كأس العالم الجديدة للأندية التى ستبدأ فى يونيو 2021، بمشاركة 24 فريقا، يحصل كل منها على 50 مليون دولار مقابل التأهل. والمشروع يتضمن خطة بإشراك 8 فرق أوروبية، و6 فرق من امريكا الجنوبية، و3 فرق إفريقيا ومثلها من آسيا، ومثلها من منطقة الكونكاكاف، وفريق واحد من منطقة الأوقيانوس.
** المشروع أكبر بكثير من مجرد بطولة جديدة بديلة لكأس العالم للأندية الحالية التى تشارك بها سبعة فرق. إذ هناك خطة لتنظيم دورى عالمى للمنتخبات على غرار الدورى الأوروبى برعاية شركاء ورعاة «غير معلومين» حتى الآن طرحوا الفكرة مقابل الفوز بحق الرعاية مقابل 25 مليار دولار لمدة 10 سنوات.. والعدوى أصاب الاتحاد الإفريقى لكرة القدم وسوف تصيب نظيره الأسيوى، فقد أعلن رئيس الكاف أحمد أحمد أن الاتحاد يدرس إضافة بطولة إفريقية جديدة، تكون مثل دورى للمنتخبات مماثل للدورى الأوروبى، وسوف يكون جاذبا للرعاة وللشركات.
** المشروع سبق أن أعلن عنه إنفانتينو قبل عام تقريبا، وأقره مبدئيا مجلس الفيفا فى اجتماعه يوم الجمعة الماضى فى ميامى. وخلال العام ظل رئيس الفيفا يضغط بطرحه كفكره كل فترة، على سبيل جس النبض وردود الفعل. وفى البداية رفضت الأندية الأوروبية بطولة كأس العالم للأندية، وقيل إنها تطالب بمشاركة 15 فريقا من 24. ثم عادت رابطة الأندية الأوروبية ورفضت المشاركة بعد إعلان الفيفا عن كأس العالم الجديدة وقال مسئول فى الرابطة: «لن نشارك فى أى بطولة جديدة قبل 2024»..
** الاعتراض الآن ينصب على فكرة إجهاد اللاعبين، وازدحام أجندة كرة القدم. وقد رد إنفانتينو بأن البطولة تعد بديلا لبطولتين وهما كأس القارات، وكأس العالم للأندية. وهذا رد غير منطقى لأن الأولى للمنتخبات والثانية للأندية وكلاهما على فترات متفاوتة، وليس فى فترة تجمع كل أربع سنوات. وهذا بخلاف ما لم يتم إقراره فى الاجتماع الأخير وهو «الدورى العالمى» للمنتخبات..
** جس النبض يبدو أنه أسلوب كل من يسكن قصر الفيفا، فالرئيس الحالى يطرح كل فترة موضوع زيادة عددالمنتخبات فى مونديال 2022 إلى 48 منتخبا، وكلما أعلن ذلك وطرحه ترد اللجنة المنظمة للمونديال القطرى بكلمات من نوع: «نرى، ننتظر، نناقش، نفكر».. ولا يوجد «لا نرفض أو نعم نوافق ونرحب قاطعة»، والترتيب يجرى لمشاركة دول من المنطقة فى التنظيم مثل الكويت وسلطنة عمان.. لكن فى المقابل ما زالت التهديدات قائمة بشأن فوز قطر بهذا المونديال بشفافية، فهل هناك ربط ما فى الخفاء بين زيادة عدد المنتخبات واستمرار المونديال الأول فى العالم العربى وفقا لموعده المعلن؟
** سحب المونديال ليس سهلا وربما غير ممكن.. لكن التهديد سياسة. والمونديال سياسة، على الرغم من رفضها فى اللعبة. ونحن أمام رئيس لجمهورية كرة القدم لا يختلف كثيرا عن الرئيس السابق بلاتر. فكلاهما داهية. نعم نحن أمام معلم خلف معلم.. والشفافية لا علاقة لها بمقر الفيفا فى زيورخ الذى يقع فى محيط من النباتات القادمة من القارات الست، ومغلف بجدران من الزجاج التى تسمح باختراق ضوء الشمس للمقر، ولكن حين سئل بلاتر عن التصميم فى يوم من الأيام أجاب: إنها الشفافية!
** نعم إنها الشفافية.. إنها الشفافية (هأ هأ هأ)؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.