اخيرا أفاق المصريون على خطورة استهداف الإرهابيين لأبراج ومحولات الكهرباء وسائر القطاعات الاقتصادية الأخرى، حينما استيقظ غالبيتهم صباح امس الأول الثلاثاء على خبر انقطاع البث عن القنوات الموجودة فى مدينة الإنتاج الإعلامى فى اكتوبر.
وطبقا لمعاينة النيابة فقد قام مجموعة من الإرهابيين بزرع عبوات ناسفة لقواعد برجى الضغط العالى رقمى 21 و22 المغذيين لمناطق الشيخ زايد و6 أكتوبر ومدينة الإنتاج الإعلامى، وأن التفجير قد ترتب عليه تدمير أحد الأبراج وإحداث تلفيات جسيمة فى آخر.
هذا الأمر حدث بعد منتصف ليل امس الأول الثلاثاء بخمس دقائق وادى إلى قطع البث عن غالبية القنوات التى عاد بعضها للعمل بعد فترة تراوحت بين نصف الساعة إلى خمس ساعات.
استهداف الكهرباء يتم بصورة ممنهجة منذ شهور طويلة لكن لا يشعر به إلا سكان المنطقة المستهدفة وينقطع التيار لساعات أو لأيام وينسى الناس القصة ثم يتذكرها سكان منطقة اخرى وهكذا.
وطبقا لتصريحات مصدر بوزارة الكهرباء فإن «إجمالى الأعمال التخريبية التى نفذها عناصر جماعة الإخوان، وصلت إلى ٧٧٨ عملا حتى الخامس من مارس الماضى وكبدت الوزارة خسائر بلغت 477 مليون جنيه بقطاعات النقل والتوزيع، نتيجة تفجير 85 برج ضغط عالٍ، و510 أكشاك ومحول كهرباء على مستوى الجمهورية، وان الخسائر المبدئية تصل إلى نحو ٤٥٠ مليون جنيه».
واظن ان الخسارة الحقيقية اكثر فداحة اذا حسبنا خسائر توقف العمل والمصانع والأجهزة وحياة الناس نتيجة انقطاع الكهرباء.
السؤال الجوهرى هو كيف يمكن وقف هذا الإرهاب الذى يستهدف جموع الشعب المصرى ؟.
مصدر مسئول بوزارة الكهرباء قال لموقع اليوم السابع صباح الثلاثاء، إن عملية تأمين أبراج الكهرباء ليست مسئولية الوزارة، لأن عددها 167 ألف برج تقع على مساحة 40 ألف كيلومتر مربع على مستوى الجمهورية ومنتشرة بالمناطق الصحراوية والزراعية وبعض الأماكن السكنية، وهو ما يجعلها صعبة التأمين.
اذن هى مسئولية الداخلية لكن لن يمكن للوزارة بمفردها تأمين كل هذا العدد طوال الوقت وبالتالى فلابد ان يكون هناك دور شعبى فعال لمساعدة الحكومة.
وزارة الداخلية مطالبة بأن تضع خطة طويلة الأمد لمواجهة هذا النوع من الإرهاب الأعمى والعشوائى اهمها ألا تكون المواجهة وقتية وعليها ان تقنع الناس بمساعدتها فى هذه المواجهة.
ولابد ان يكون هناك حل شامل وخلاق يجعل الإرهابيين يفكرون الف مرة قبل ان يفكروا فى الإقدام على تكرار ذلك.
تعتقد الجماعات الإرهابية ان مثل هذه التفجيرات ستنهك الحكومة وستجعل الشعب يثور ضدها وبالتالى تتسلم هى السلطة بسهولة.
قد يغضب الناس من الحكومة لأسباب متعددة من اول ارتفاع الأسعار إلى تراجع الحريات لكن لن يسقطوها لهذا السيب بل المؤكد انهم سيطالبون الحكومة باتخاذ العديد من الإجراءات ضد الإرهابيين ومن يناصرهم أو يدافع عنهم أو يبرر لهم افعالهم.
مرة اخرى المواجهة مع الإرهابيين وانصارهم ستطول ولن تحل بين يوم وليلة ولابد من تحصين الشعب ليكون له دور فى هذه المواجهة التى لن تحسم إلا حينما تصل رسالة إلى الإرهابيين بأن مثل هذه الجرائم لن تفيد.