لمة رمضان! - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 2:06 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لمة رمضان!

نشر فى : الجمعة 16 أبريل 2021 - 9:30 م | آخر تحديث : الجمعة 16 أبريل 2021 - 9:30 م

لطالما تمنيت أن كانت لى تلك الملكة الفريدة التى تفرَّد بها الكاتب المصرى صنع الله إبراهيم.. القدرة على سرد الأحداث والظواهر بصورة وثائقية تجعل من كتبه تسجيلا حيا لتاريخ تلك الأمة التى إليها جميعا ننتمى، نحن بلا شك نعيش أياما أحرى بنا أن نسجلها بصدق وموضوعية حتى لا تتوه فى زحمة الزمن كأيام أخرى تاهت بين الحقيقة ومحاولات التزييف التى كان لها محترفوها على مر العصور.

تمنيت أن أسجل وقائع ذلك الزمن الصعب وأيام الكرب التى نعيشها بصدق إنسان فقد ويفقد كل يوم من أحبائه وأصدقائه من فقيد وموضوعية طبيب تجاوز ضحايا رفاق مهنته أربعمائة شهيد حتى الآن منذ بدء أيام زمن الكرب فى عام٢٠٢٠.

لا يخلو إعلام العالم بكل صوره المسموعة والمقروءة والتى تتوالى على شاشات البرامج المرئية من ملامح التغيير الذى أحدثته تلك الجائحة التى دهمت البشرية فى حياة الإنسان إلا بلادى. ألا تستحق تلك الظاهرة رصدا أمنيا لوقائعها ثم تحليلا اجتماعيا إنسانيا لها؟

يقف عقلى عاجزا تماما أمام تلك الظاهرة المحيرة التى يعيشها المجتمع المصرى.

بينما يعانى العالم حالة من الاستنفار الذهنى فى مواجهة تلك الجائحة التى طالت الإنسان فى كل مكان على الكرة الأرضية: قرارات تتخذ لحماية البشر من إغلاق للحدود وتقليص للنشاطات وفرض قوانين فى محاولة لمحاصرة انتشار المرض ووضع خطط صحية للوقاية باستخدام اللقاحات المختلفة أو فرض قواعد للتباعد الاجتماعى وحظر التجمعات فى ظل تلك الظروف الاستثنائية التى يعيشها العالم أجمع يظل الناس فى بلادى على حالهم لا يتغير عليهم شىء.

تصورت أن تبدأ أيام الشهر الكريم فيبدأ معها الإحساس بالقرب من الله سبحانه وأن يفرض الصيام التزاما على الإنسان بتدبر أمره وأمر ما يدور حوله وأن يكون فى حضرة الموت الذى يهدد الجميع بلا استثناء بعضا من التروى والرؤية فى حكمة الحياة، وما يجب أن تكون عليه، لأن يبقى الإنسان بعيدا عن إنسان آخر قد يكون مصدرا للعدوى ، فوجئنا ببعض الفضائيات تبث حملات ترفع شعار آخر يتحدى فيه كل ما اجتمع عليه العالم. «لمة رمضان» كانت الدعوة التى أطلقتها هذه الحملات علي الفضائيات داعية الجميع للتقارب والاجتماع واستعادة أيام اللمة الحلوة وأيام الفرح والمرح، فقد زال الكرب وعادت أيام وعادت أيام حلوة وهنية!

اعتقد أن ما يحدث الآن فى بلادنا يستحق أن يتقدم أحد كتابنا من أصحاب الأقلام الرصينة بتسجيله كما هو، مجردا من أى إضافات أو شروح وإضافته فى فصل مستقل إلى كتاب الراحل العظيم جمال حمدان. أما ما أتمناه حقا هو أن يكون الكاتب العبقرى صنع الله إبراهيم قد سجل يوميات يصف فيها بدقة ما يحدث الآن فى مصر من وقائع تجعل من الشعب المصرى مثلا فريدا فى تاريخ الإنسان الاجتماعى.

مع بداية الموجة الثالثة لعدوى كوفيد ــ ١٩ فى البلاد وبعد أن فقدت أربعمائة زميل مهنة وستة عشر صديقا وصديقة من الدائرة الاجتماعية الصغيرة حول أسرتى أتوجه لسيادة رئيس الوزراء برسالة أرجوه فيها أن يعيد النظر فى التفاهم والرؤى التى يقدمها الإعلام المصرى للإنسان المصرى، فى زمن يجدر أن ننتبه لما يحدث فيه فإن الغفلة ستقودنا إلى «لمة رمضان» فى المقابر إذا ما استجبنا.

دمتم جميعا سالمين

التعليقات