يبدو أن وصف المحتمل بات إحدى مفردات اللغة المتداولة عند الحديث عن الشخصية المصرية.
عرفناه للمرة الأولى حينما حظى به كل مرشح للرئاسة فى إشارة لاحتمال نجاحه من عدمه. الآن نعرفه لأنه على ما يبدو من تصريحات أصحاب الشأن الصحى: الدكتور عادل العدوى وزير الصحة والدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن كل مصرى مرشح عن جدارة لأن يحمل لقب المريض المصرى المحتمل إصابته بفيروس «سى».
لا أحد على الإطلاق ينكر جهود الدولة فى مكافحة وباء الفيروسات الكبدية لكن ما يحدث الآن ويثار حول طريقة إدارة الأزمة يثير العديد من علامات الاستفهام ويدفع للتساؤل.
تصريحات وزير الصحة تعكس تناقضا واضحا فى المعلومات ولا تحمل أى سند علمى يمكن الاعتماد عليه: ٧ ملايين شاب مصرى مهددون بالتليف الكبدى إذا لم يتلقوا العلاج مبكرا! مصر خالية من فيروس سى بعد ٨ سنوات لم يرد هذا فى حديث عابر إنما تلك عناوين ضخمة لندوة نشرتها صحيفة المصرى اليوم صباح الجمعة ١٥/٥.
تسع عشرة شركة مصرية للدواء حصلت على حق إنتاج سوفالدى الذى يتم تناوله مع الريبافيرين والانترفيرون تلى ذلك توقيع وزارة الصحة لاتفاقية جديدة مع ذات الشركة المنتجة للسوفالدى على استخدام عقارها الجديد «هارفونى» فى البرنامج الحكومى لمكافحة وعلاج مرضى فيروس «سى»، هارفونى يستخدم منفردا فى جرعة واحدة يوميا.
تقدم للعلاج بسوفالدى مليون مريض ليتم علاج ستين ألفا «بالطبع من انطبقت عليهم الشروط فهل كانوا بالفعل ستين ألفا من مجموع مليون أم أن هناك من تنطبق عليهم الشروط ولم يحصلوا على حقهم الذى أقرته الدولة؟».
تبلغ نسبة المصابين بالمرض فى مصر ٨ ملايين مريض منهم ٧ ملايين أغلبهم من الشباب فى مرحلة عمرية أقل من ٣٠ سنة.
أعداد المرضى المعروفين كقمة جبل الجليد التى تظهر على سطح الميحط بينما يغوص الجزء الأكبر تحت الماء!
هل بالفعل تلك معلومات صحيحة؟ إذا كان الأمر كذلك فالأمر بالفعل يعنى أن كل إنسان مصرى إنما هو مرشح محتمل للقب مريض بالالتهاب الكبدى الوبائى الذى يسبه فيروس «سى». احتمالات الفوز باللقب تضم كل من زار طبيب أسنان وكل من أجرى عملية جراحية وكل من دق وشما على ذراعه وبالطبع كل السيدات المنتظمات فى عمل الباديكير لدى محال تصفيف الشعر لهن فرصا خاصة!
ألا يذكركم هذا بأيام مشابهة؟
للحديث بقية إن شاء الله تعالى.