صفقة مرسى وأمريكا.. الحقائق والأساطير - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صفقة مرسى وأمريكا.. الحقائق والأساطير

نشر فى : الثلاثاء 17 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 يوليه 2012 - 8:00 ص

هل عقدت جماعة الإخوان المسلمين وبالتالى الرئيس محمد مرسى صفقة مع أمريكا على حساب المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبقية القوى السياسية الأخرى؟!.

 

هذا الاتهام تسمعه كل لحظة، ويقوله البعض باعتباره حقيقة لا تقبل الشك، خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون للقاهرة قبل يومين.

 

يقول أصحاب نظرية المؤامرة إن رائحة الصفقة قد فاحت وحتى من لديهم «إنفلونزا صيفية» يستطيعون شمها، ويدلل هؤلاء على مطالبة كلينتون بنقل السلطة الكاملة للمدنيين أى «مرسى والإخوان»، ثم التصريح اللاحق للمشير محمد حسين طنطاوى بأن القوات المسلحة لن تسمح لفصيل واحد بالسيطرة على مصر وأن جهات أجنبية كثيرة تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب.

 

السطور التالية ليست دفاعا عن الإخوان ولكن علينا أن نستخدم معهم مبدأ المتهم برىء حتى تثبت إدانته، وبناء عليه ــ كما يقول الدكتور الكتاتنى ــ يصعب أن نتهمهم بشىء ومرسى لم يمر عليه فى منصبه إلا حوالى أسبوعين.

 

من قبيل السذاجة أن يعلن مرسى قطع العلاقات مع أمريكا غدا لكى يثبت للبعض أنه ضد الإمبريالية، ومن قبيل «المراهقة» أن يعلن الحرب على إسرائيل الآن لكى يثبت أنه ضد الصهيونية.

 

المصلحة العليا لا تعرف مثل هذه القرارات الانفعالية وإلا تورطنا فى كوارث لا حد لها.

 

أمريكا دولة عظمى ولنا معها مصالح مشتركة كثيرة شأن دول كبرى أخرى، وتمدنا بمعونة سنوية، وتتحكم فى عجلة الاقتصاد العالمى وتستطيع التأثير علينا.

 

هى أيضا الداعم الأول لعدونا الاستراتيجى إسرائيل، وهى الداعم الأكبر لكل النظم القمعية فى المنطقة وفى العالم. وبالتالى عندما نريد مواجهتها فعلينا أن نتسلح بأشياء كثيرة من القوة الشاملة الاقتصادية والعلمية والعسكرية، وقتها يمكننا الادعاء بأننا نقيم معها علاقات ندية فعلا كما تفعل الصين مثلا.

 

السؤال هو: هل تتدخل الولايات المتحدة فى شئوننا ؟!.

 

المؤكد أن الإجابة هى نعم، واشنطن تريد الاطمئنان إلى أن أوضاع مصر تحت السيطرة، والمؤكد أيضا أنها حاولت وتحاول «اللعب» فى ملفات داخلية كثيرة، وهى دفعت ملايين الدولارات لأطراف محلية لإجهاض الثورة.

 

واشنطن تريد من مصر ــ سواء كان الحاكم هو مبارك أو شفيق أو مرسى أو حتى محمد على برعى حسنين ــ أن يحافظ على العلاقة الهادئة مع إسرائيل، وألا يقيم علاقات استراتيجية مع إيران، وأن يكون على علاقة ودية مع بلدان الخليج لضمان تدفق البترول.

 

قد يكون الإخوان «اتفقوا أو تفاهموا» مع أمريكا.. ولن نعرف الحقيقة اليوم، والاختبار الحقيقى لمرسى بشأن أمريكيا يصعب إجراؤه الآن، بل بعد شهور، ويتعلق أساسا بكيفية التصرف مع واشنطن وتل أبيب وكيف سيجيب عن الأسئلة التالية:

 

ماذا سيفعل لحل القضية الفلسطينية، وماذا سيفعل إذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة كبيرة لغزة كى تختبر رد فعله؟!.

 

وماذا سيفعل مرسى مع ملف المعونة الأمريكية، هل يستمر فى تلقيها وبالتالى يقبل بشروطها، وماذا سيفعل مع الإصرار الأمريكى على تمويل منظمات المجتمع المدنى من وراء ظهر الحكومة المصرية؟!.

 

ثالثا: ماذا سيفعل مرسى مع إيران.. هل يعيد العلاقات ــ حتى ولو شكليا ــ ويغضب أمريكا والخليج أم يتريث؟!.

 

كان الله فى عون مرسى، والبعض يقول إنه من الظلم أن يترك الملفات الداخلية الملتهبة والمتربصون به فى الداخل كثيرون، لكى يتفرغ للمتربصين فى الخارج.

 

المشكلة هى أن يكون المتربصون فى الداخل والخارج على اتصال وثيق.. فماذا سيفعل مرسى فى هذا الأمر.. هل يتحالف مع أحدهما كى يتم القضاء على الآخر؟. سوف ننتظر لنرى.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي