نشر موقع «lobe log» مقالا للكاتب «Gary Sick» يتناول فيه السياسات الأمريكية المتناقضة والمتخبطة تجاه إيران فى ظل عهد الرئيس ترامب.
يصر وزير الخارجية مايك بومبيو والحكومة الأمريكية بأكملها على أن الولايات المتحدة لديها تفويض بضرب إيران وقتما وكيفما تشاء، باعتبار أنها إلى جانب أسباب أخرى، كانت تؤوى بعض قادة القاعدة مؤقتا عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان. ومن ثم بموجب هذا المنطق، تخضع إيران لترخيص عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية الذى يسمح بشن الهجمات على من خططوا ونفذوا أحداث 11 سبتمبر.
فى الوقت نفسه، تنخرط الولايات المتحدة فى المراحل الأخيرة من الدبلوماسية مع طالبان فى أفغانستان. لم تخطط طالبان ولم تنفذ هجمات 11 سبتمبر، لكنها وفرت المأوى والحماية السيادية لأسامة بن لادن والقاعدة، الذين نفذوا تلك الهجمات. وتشير التقارير إلى أن واشنطن ستطلب من طالبان تقديم تأكيدات رسمية بأنها لن تفعل ذلك مرة أخرى فى مقابل إخراج القوات الأمريكية من أفغانستان.
ولإضفاء مزيد من التشويش على ذلك، فإن لدى أفغانستان حكومة قامت الولايات المتحدة أصلا بتثبيتها بمساعدة نشطة من إيران ــ لتحل محل طالبان. ومع ذلك، فإن هذه الحكومة ليست مدرجة فى المفاوضات، على الرغم من أنها تمثل الدولة ذات السيادة وسيكون عليها التعامل مع طالبان على أراضيها بمجرد إبرام الصفقة.
تصر واشنطن على أن الخلل الكارثى فى الصفقة النووية الإيرانية هو أنها سمحت لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها. وخلافا لباقى دول العالم، تصر الولايات المتحدة على أنه لا ينبغى لإيران أن يكون لديها جهاز طرد مركزى واحد. وتفرض إدارة ترامب رأى الأقلية من خلال فرض عقوبات ساحقة ليس فقط على إيران بل على كل دولة أخرى فى العالم قد تكون مستعدة لتنفيذ القرارات المتفق عليها بالإجماع فى عام 2015 والمصادقة عليها بتصويت فى مجلس الأمن الدولى.
لكن الرئيس ترامب، فى مفاوضاته مع حاكم كوريا الشمالية، قد يكون مستعدا للسماح لحكومة كيم جونغ أون بالاحتفاظ بمعظم أسلحتها النووية، إذا وعدوا بعدم زيادتها. أوضح مستشار الأمن القومى جون بولتون أنه لا يوافق على ذلك، ولكننا نظل فى انتظار ما سيحدث فى النهاية. على الأقل، قد يكون هذا العرض «السخى» مطروحا على الأقل.
لقد أعطت إيران، بالنسبة لأولئك الذين نسوا، ضمانات مطلقة بأنها «لن تسعى تحت أى ظرف من الظروف إلى تطوير أسلحة نووية أو الحصول عليها. ويتم مراقبة مدى التزامها بذلك من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذا، هو بالضبط نوع من الالتزام بنزع السلاح النووى الذى ترغب إدارة ترامب فى الحصول عليه من كوريا الشمالية.
من أجل مواجهة إيران، لقد ضحت الحكومة الأمريكية بمصداقيتها، وعرضت نفسها للخطر على المدى الطويل، وأثارت غضب جميع حلفائها التقليديين تقريبا. تحث واشنطن طهران على التراجع عن وعودها النووية، مما يجعل كلا البلدين قريبين بشكل خطير من حرب كارثية أخرى فى الشرق الأوسط.
يرى الكاتب أن سياسة إدارة ترامب تجاه إيران كانت خاطئة منذ البداية. يبدو أنها فى حالة حرب مع نفسها بشكل متزايد، مما يتناقض مع مبادئ معاملاتها الخاصة.
إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:من هنا